أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
قال الدكتور أحمد الابيض الصحفي والباحث في الجماعات المتشددة في العراق و سوريا إن داعش في صراع فكري وحضاري مشيرا إلى أن هذا الصراع الذي دخله داعش ليس بصراع مع الغرب بل هو صراع مع الحضارات بمعناها الشامل.
وقال الدكتور الابيض في لقاء له ضمن برنامج ستديو الآن الذي يعرض على تلفزيون الآن أن " صراع الحضرات الذي تحدث عنه الأمريكان منتصف التسعينات حيث توقعت وقتها المخابارات الأمريكية ان يكون هذا الصراع قادم بالوقت القريب، فكانت المفاجأة أن داعش ركب موجة الصراعات مع كل الحضارات، فما قام به من هدم الآثار في متحف الموصل وغيره هو ينبع من قاعدة فكرية يستند إليها داعش"
واظهر شريط بثه داعش أمس الحميس قيام عناصر التنظيم بتدمير آثار يعود تاريخها الى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل. وقام العناصر برمي التماثيل ارضا وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في الموصل.
وأضاف الابيض بأن " أنصار داعش بفكرهم ابتعدوا عن كل المدارس الإسلامية المعروفة عبر التاريخ من زمن رسول الله، وأنهم استندوا في تفكيرهم بأيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة وقام بتهديم الأصناف لان الناس وقتها كان يعكفون عليها ويعبدوها وليست آثار تعود لقرون"
ونوه الأبيض إلى " أن طالبان هي الجيل الثاني من القاعدة، وداعش هو الجيل الثالث الذي أمسك كل خيوط العقائد المتطرفة وجمعها وانطلق باتجاه البعد الآخر وهو إقامة دولة وتنصيب خليفة" مؤكدا ان مثل هذه الأفعال تصدر مباشرة من الزعيم الذي بفكر هذا التنظيم يجب أن تكون له الطاعة العمياء.
وأشار الدكتور أحمد الابيض إلى أن ما حدث في الموصل يحمل عدة رسائل "أراد داعش ايصالها وهي رغبته في دخول صراع الحضارات والرسالة الثانية أراد منها تأكيد مزاعمه بأنه دولة وأخيرا أراد داعش أن يقول للعالم نحن قادمون وضرباتكم الجوية لم تقوض من قدراتنا"
وطالب الأبيض أن يتعطى العالم مع هذه الأحداث بجدية وليس تناولها فقط ضمن الاجتماعات العالمية والتنديد فقط بمثل هذه الأفعال بل أفعال أخى تكون أكثر تأثيرا.