أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
مقابلة بشار الأسد للبي بي سي كانت مثالا دراميا لسياسي فقد اتصاله بالواقع. لقد أنكر الأسد الحقائق البسيطة مثل المجزرة المستمرة ضد المدن مثل مدينة دوما. لقد ظهر واثقا من موقعة وقوته. ولكن كيف يمكن قياس ذلك بالواقع؟
فعليا، فإن بشار الاسد يقول:" داعش سيئ لدرجة أن عليكم ابقائي في السلطة" ولكن لم ينس العالم أن الوحش الداعشي كان قد صنعه الاسد الذي ترك الموارد السورية الغنية للتنظيم المتطرف، لدرجة أن اقتصاد البلد قد انهار. هناك في دمشق سر معلوم: لم يعد النظام يستطيع دفع اجور الرجال الذين يسألهم أن يقتلوا ويُقتلوا باسم النظام.
داخليا فإن مؤسسات البعث لاتزال تُبقي الاسد لأنها لاتدرك بعد ماهي خطواتها المستقبلية بعد، وهي تشبه ما كان عليه الكي جي بي (الاستخبارات السوفييتيه) إبان انهيار الاتحاد السوفييتي، في اللحظة التي يجد فيها البعث طريقة للحفاظ على مؤسسات الدولة، فإن الحاجة للأسد سوف تنتفي.
وإيران مشغوله جدا بخطط أكبر بكثير. وكلما طال أمد سفك الدم في سوريا، سوف تتأجل خطط ايران ايضا. وسيكون التأثير الروسي في سوريا المستقبلية موضع اهتمام لها، ولكن ليس لروسيا أي تشبث لانقاذ الأسد. إن كان يدرك ذلك أو لا، فان السؤال هو: ماذا لو أن الأسد يصبح عائقا لداعميه؟ ماذا لو كان بالامكان الحفاظ على المؤسسات السورية في المرحلة الانتقالية لتتضمن وجود الاسد؟ ماذا لو كان من الممكن وجود سوريا بدون الاسد ولكن بدون سيناريوهات الكوابيس التي يحاول الاسد رسمَها؟ لا عجب اذا ان كان الاسد قد فقد صلته بالواقع.