أخبار الآن | الهيئة السورية للإعلام (حسام يوسف)

دأب إعلام النظام وموالوه في ايران ولبنان على "التطبيل والتزمير" للمعارك الدائرة حاليا في الجبهة الجنوبية وخاصة في ريفي درعا والقنيطرة المتصلين بالريف الغربي لدمشق، والتي وضعت فيها ايران كل ثقلها وقوتها وأدواتها، ما يشير إلى أن الأمور في الجبهة الجنوبية دخلت مرحلة الحسم بشكل فعلي ، خاصة وأن المعارك تدور على بعد خط نظر لا يتجاوز 39 كيلو متر من القصر الجمهوري، الأمر الذي يفسر تقصد ايران الظهور بشكل فعلي وعلني في قيادة المعارك في سوريا.

الهجوم خير وسيلة للدفاع .. والهروب من معارك قرفا وازرع

خلافا لأهداف النظام وايران وحزب الله المعلنة من المعارك الحالية في جنوب سوريا، فإن الهدف الأساسي لهم من ارسال تعزيزات إلى مدينة الصنمين تقدر ب 4000 مقاتل "شيعي" وفتح جبهات في الهبارية وكناكر ودير العدس، هو الهروب من معركة تحرير قرفا وازرع على الأوتوستراد الدولي دمشق – درعا والتي اطلقها الثوار لعزل قوات النظام في درعا البلد، إلى جانب محاولة ابعاد الثوار عن مدينة الصنيمين الاستراتيجية والتي في حال تمكن الثوار من السيطرة عليها فإنهم سيضعون قوات النظام في مدينة ازرع بين فكي كماشة، الأمر الذي يثبت أن ايران تخوض المعارك الحالية على مبدأ "افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".

جبهات متفرقة للحفاظ على التوتر وتشتيت الثوار

إلى جانب ذلك، فإن التمعن بآلية سير المعارك والجبهات المفتوحة في ريفي درعا والقنيطرة يثبت وجهة النظر السابقة ويظهر تماما ان ايران وحزب الله لا يسعون للسيطرة على مناطق أو تحقيق انتصار استراتيجي على عكس ما حدث في معركة القصير منتصف العام الماضي، وإنما يبحثون عن معارك طويلة المدى وربما حرب استنزاف تؤجل إلى حد ما معركة طرق أبواب دمشق، ففي القصير انصب تركيز النظام وحزب الله على احتلال المدينة والسيطرة على المناطق الاستراتيجية وتحقيق تقدمات ثابتة خلال المعارك، في حين توزعت المليشيات الايرانية واللبنانية في معارك الجبهة الجنوبية على عدة بلدات وقرى في وقت واحد ، ما يعتبر مؤشرا على أن المليشيات الموالية للنظام تسعى للإبقاء على حالة من التوتر العام لتشتيت الثوار ومنعهم من التفكير بالتوجه إلى الصنمين أو استكمال معركة قرفا وازرع، خاصة انها إلى الآن وعلى الرغم من كل التجييش والتعزيزات المرسلة إلى الجبهة لم يتمكنوا من احراز أي انتصار استراتيجي واضح.

النظام خارج المعارك والثوار وجها لوجه مع المشروع الايراني

الثابت الأكبر اليوم وفي معارك الجنوب أن الثوار لم يعودوا يواجهون نظام الأسد وإنما يحاربون المشروع الايراني في المنطقة وهو ما ظهر جليا بإعلان ايران الصريح ومن بعدها ميليشيا حزب الله بأنهما من يخوضا المعارك في الجبهة الجنوبية وليس النظام، خاصة وأن التعزيزات الأخيرة التي وصلت إلى الصنمين والمؤلفة من 4000 عنصر جميعهم أجانب، وهو ما أكدته جثث القتلى في معارك دير العدس والتي قتل فيها مئات المسلحين المنتمين لما يعرف بلواء الفاطميين المؤلف من عناصر باكستانية وافغانية بقيادة ايرانية، إلى جانب مقتل وأسر عدد من العناصر والضباط الايرانيين خلال المعارك الأخيرة، ما يؤكد فقدان نظام بشار الأسد السيطرة على الجبهة الجنوبية بشكل شبه كامل على اعتبار أن الثوار يسيطرون على 70 في المئة منها باستثناء دمشق، في حين تقود ايران وحزب الله المعارك في معظم المناطق غير المحررة لاسيما القلمون ودرعا والقنيطرة.

لهذا وضعوا كل قوتهم في جبهة الجنوبية

أما عن أسباب تركيز ايران والنظام اهتمامهما على الجبهة الجنوبية بشكل خاص، فإنه لا يقف عن حد قربها من دمشق وتحقيقها انتصارات عسكرية هامة خلال الفترة الماضية، وإنما يتعدى ذلك إلى نجاح الجبهة الجنوبية بكامل مكونتها بفرض نفسها كبديل مقبول عن نظام الأسد شعبيا ودوليا خاصة من خلال منعها لقوى التطرف "داعش" من ايجاد مقرات وقوة لها في المنطقة الجنوبية، وتشكيل قوة عسكرية موحدة "الجيش الأول"، بالاضافة إلى قيام مجالس محلية لإدارة شؤون المناطق المحررة.