أخبار الآن | الحسكة – سوريا  (محمد سعيد)

فرض تنظيم "داعش" على سكان منطقة الخابور في محافظة الحسكة السورية نزع صلبان الكنائس، في وقت حذرت منظمات وشبكات آشورية من تقاطع مصالح التنظيم مع تشكيلات عسكرية أخرى في المنطقة في تحويل المنطقة لساحة معارك، تدفع الأقلية الآشورية إلى الهجرة خارج البلاد.

وقال المنظمة الآثورية الديمقراطية في بيان لها: إن "مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم (داعش) طلبت من سكان قرية (تل هرمز) الآشورية الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الخابور في ريف الحسكة، إزالة الصلبان من فوق الكنائس، في لهجة لم تخل من التهديد بهدم الكنائس في حال عدم تنفيذ الأوامر".

 وأضافت المنظمة: "جاء هذا التصرف ضمن ممارسات داعش لفرض سيطرته على المنطقة، عبر عمليات الخطف، وإخضاع السكان لنموذج حياة يتناقض مع ثقافتهم وملامحهم الخاصة، بالغصب والإكراه، ويحولهم إلى أهل ذمة يدفعون الجزية".

وقال كرم دولي في اتصال هاتفي مع "أخبار الآن": إن "عبارات الإدانة لممارسات تنظيم (داعش)، بحق كل أبناء الشعب السوري، ومنهم الآشوريين السريان، لم تعد كافية، فقد بات من تبقى من هذا الشعب صامدا في موطنه التاريخي، مكشوفا دون أية حماية أمام هذا التنظيم الاستثنائي في وحشيته وإرهابه".

 وأشار "دولي" إلى الانسحاب المريب لقوات النظام من المنطقة، النظام الذي يدعي حماية الأقليات، في ظل تمدد هذا التنظيم على مساحات شاسعة من منطقة الجزيرة السورية دون أن يحقق القصف الجوي لقوى التحالف العربي والدولي ضده أية نتائج ملموسة على الأرض، وفي ظل عدم قدرة قوات الحماية الآشورية على صده، فإن تفريغ هذه المنطقة من سكانها الأصليين الذين بنوها وأعلوا فيها معالم المدنية والعمران، سيكون حتميا.

وأكد "دولي" أن القضاء على التنظيم مرهون بإنهاء الحرب على الشعب السوري، عبر التوصل لحل سياسي يفضي لإنجاز التغيير الديمقراطي وبناء الدولة المدنية التعددية، التي ستتوحد تحت رايتها كل قوى المجتمع السياسية والعسكرية، حينها فإن القضاء على تنظيم "داعش" عسكريا وفكريا سيبقى تحصيل حاصل.

بدوره، تخوف مدير شبكة أخبار الخابور من إعادة سيناريو "سهل نينوى العراقي" في منطقة الخابور بمحافظة الحسكة السورية، موضحاً أن المعلومات الواردة من منطقة الخابور التي تحوي عشرات القرى الاشورية لا تبشر بالخير، وأن هناك صفقة من تحت الطاولة بين تنظيم داعش وجهة ما في المنطقة للتآمر على المسيحيين في محافظة الحسكة.

وأشار إلى أن هذه التهديدات تحصل لأول مرة في المنطقة، وكذلك دفع الجزية وخطف الأشخاص في قرى الخابور الآشورية (الخط الجنوبي) التي يسيطر عليه تنظيم "داعش"، بينما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على الخط الشمالي (الضفة اليسرى لنهر الخابور)، ما حول القرى الآشورية لخط اشتباك بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي السياق ذاته قالت وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في بيان على موقعها الرسمي: إن مواجهات بينها وبين تنظيم "داعش" دارت رحاها في المنطقة ما بين مدينة تل تمر وقرية الخريطة، وفي محيط قرى أم الدبس وتل مجدل، وهي ذات المنطقة التي تنتشر فيها القرى الآشورية على جانبي نهر الخابور.

ويقتسم تنظيم داعش مع وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) السيطرة على منطقة الخابور الممتدة بين مدينتي تل تمر والحسكة، منذ انسحاب الجيش الحر من المنطقة عقب اشتباكات مع الوحدات الكردية في شهر تشرين الأول عام 2013.