أعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه اللبناني في بيان ان ان وحدات الجيش تتابع تعزيز انتشارها واجراءاتها في مناطق جرود رأس بعلبك، ومطاردة من تبقى من الارهابيين الذين فروا باتجاه أعالي الجرود، كما واصلت هذه الوحدات قصف مسالك انسحابهم وآلياتهم وتحصيناتهم الخلفية بالأسلحة الثقيلة المناسبة، موقعةً في صفوفهم أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى .
وكان الجيش قد أحبط الجيش اللبناني هجوما على أحد مواقعه المتقدمة في منطقة راس بعلبك الحدودية مع سوريا بعد اشتباكات مع مسلحين هاجموا مركزا تابعا له ، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف العسكريين .
واوضح الجيش في بيان له أن وحداته تواصل تعزيز إجراءاتها واستهداف نقاط تجمع المسلحين ومسالك تحركهم في أعالي الجرود بالأسلحة الثقيلة، بالإضافة الى تمشيط منطقة الإشتباكات بحثاً عن مسلحين مختبئين .
وقال الجيش إن مجموعات من التنظيمات الإرهابية هاجمت مركز مراقبة متقدماً جداً للجيش في تلّة الحمرا في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية السورية"، مشيرا الى اشتباكات عنيفة تلت الهجوم.
واضاف "سقط للجيش من جراء الاشتباكات عدد من القتلى والجرحى من دون تحديد عددهم.
الا انه اشار الى ان الجيش "أحكم ظهرا سيطرته على التلّة المذكورة، بعد أن طرد العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعا في صفوفها عددا كبيرا من الإصابات بين قتيل وجريح".
وكان مصدر امني اوضح لوكالة فرانس برس ان مجموعات من المسلحين تقدر بحوالى مئتين وصلت من منطقة القلمون السورية المحاذية للبنان، وهاجمت مركز الجيش.
وتصدى الجيش للمهاجمين بكل انواع الاسلحة الثقيلة، كما استخدم المروحيات في قصفهم.
ويقع مركز الجيش الذي تعرض لهجوم على بعد حوالى خمسة كيلومترات من المناطق السكنية في راس بعلبك.
وتكررت الاعتداءات والكمائن على دوريات ومواقع للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية مع سوريا في شرق لبنان منذ اب/اغسطس حين شهدت عرسال معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة.
واستمرت المعارك خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي. ولا يزال خمسة وعشرون من هؤلاء محتجزين لدى "جبهة النصرة" وتنظيم داعش بعدما قتل الخاطفون اربعة منهم.
وشدد الجيش اللبناني اجراءاته على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مسلحين الى الاراضي اللبنانية.
واستعادت القوات السورية مدعومة بعناصر حزب الله، غالبية مدن وقرى القلمون السورية من مقاتلي المعارضة في نيسان/ابريل الماضي. الا ان آلاف المقاتلين يتحصنون في المناطق الجردية والمغاور الحدودية مع لبنان، ويتخذونها نقطة انطلاق لهجمات على مواقع الجيش السوري وحزب الله في القلمون. كما يتسللون منها ذهابا وايابا عبر الحدود اللبنانية.
وتتداخل المناطق الجبلية في عرسال وراس بعلبك والمناطق المجاورة مع جرود منطقة القلمون السورية، ولا توجد معابر رسمية بين البلدين في هذه المنطقة، كما لا يوجد ترسيم واضح للحدود.
وقال الجيش ان الهجوم على مركزه الجمعة جاء نتيجة تصديه قبل يومين لمحاولة تسلل لمسلحين في اتجاه عرسال قتل خلالها اربعة من المتسللين، وردا على احباط الجيش الخميس محاولة نقل سيارة مفخخة من سوريا الى الداخل اللبناني.