حمزة زين الدين
نبقى في العراق حيث تمنع الحكومة مئات الأسر الهاربة من أعمال العنف في منطقة طوزخرماتو الواقعة بمحافظة صلاح الدين، تمنعهم من العودة إلى ديارهم إلا بعد ما تصفه الحكومة بتطهير البلدة تماما من الالغام المزروعة على جنبات الطرق والمنازل.
تروي الخيام والمساكن البدائية المتناثرة في هذه الأرض الجرداء في منطقة طوز خرماتو قصة مئات العائلات التي هجرت ديارها في قرية سليمان بيك هرباً من أعمال العنف.
نجحت القوات العراقية والمليشيات الموالية لها في استعادة السيطرة على سليمان بيك من تنظيم داعش قل ما يزيد على ثلاثة أشهر ، لكنها لا تسمح بعودة السكان إلا بعد تطهير البلدة تماما من القنابل والمتفجرات.
تحولت سليمان بيك في محافظة صلاح الدين بشمال العراق إلى أنقاض شأنها شأن عشرات المناطق الأخرى في أنحاء البلد. المعارك العنيفة خلفت آثاراً مدمرة جرى على إثرها أعمال سلب ونهب ، وأضرمت النيران فيما معظم ما تبقى.
قالت نازحة من سليمان بيك تدعى أم محمد بصوت غلب عليه الغضب "هاي الأطفال خطية أكثرهم مرضى. والله عيب. خلي يرجعون الأطفال لديارهم. ليش هيجي (هكذا) كلها هاجموها.. كلها حرقوها.. ما خلوا لا دار ولا أي شيء خلوه لنا بالبيوت.. كل شي حرقوه. هذه حالة حالة. ذاك اليوم هاي بالعاصفة قلبتها كلها على رؤوس الأطفال.. الجهال ناموا بالجول (في العراء)."
يقيم النازحون في هذه المنطقة القاحلة بلا تدفئة في فصل الشتاء وبلا مرافق أو خدمات أو مدارس للأطفال الذين يقضون النهار في الركض قرب الخيام خفاة الأقدام في الغالب.
وقال طفل يدعى أحمد نزحت أسرته من سليمان بيك "سكنا هنا بالجبل. صار لنا هنا ثلاثة أشهر وعشرة أيام صار لنا هنا بالجبل. واكلنا الحر.. واكلنا الشتاء الآن. أيضا باردة الدنيا ونفط ماكو وماء ماكو."
ويقول مسؤولون إن النازحين من سليمان بيك لم يسمح لهم بالعودة بعد خوفا على سلامتهم ، لحين الفروغ من إزالة الألغام المزروعة على جنبات الطرق والمنازل.
وقال حسن علي الحسيني نائب رئيس المجلس المحلي لطوز خرماتو "خوفنا أولا والخوف حالة إنسانية. عند إعادة هذه العوائل ستتعرض إلى عبوات وتتعرض إلى القتل. ثانيا هناك حكومة هي التي ستقرر كيف الرجوع. هم المنطقة عسكرية لم تطهر بعد وإن شاء الله عند تطهيرها ستكون للحكومة كلام والقول الفصل."
ويذكر أن تنظيم داعش يسيطر على نحو ثلث أراضي العراق ، منها مساحات شاسعة في الصحراء الغربية والحزام الأوسط.
>>