وقّعت الفصائل المقاتلة في حي الوعر بمدينة حمص وقوات النظام، على قرار وقف إطلاق النار، تمهيداً لاستكمال المفاوضات.
وقال قائد أحد الفصائل الموقعة على القرار، لوكالة "سمارت"، إن المفاوضات ستستأنف بين الطرفين العسكريين بعد نحو عشرة أيام.
وأضاف القيادي، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن المفاوضات ستبحث ملفات فض النزاع بين الطرفين وفتح الطرقات المؤدية للحي. في السياق وصلت أول دفعة من المواد الغذائية (معلبات وخضار) إلى الحي، بعد توقيع القرار.
وتزداد معاناة المدنيين المحاصرين في حي الوعر بمدينة حمص مع اشتداد البرد، وآلة الحرب على حد سواء، فبعد قصف قوات النظام لأخر محطة وقود في شهر مايو 2013، بدأت قصص المعاناة مع البرد وانقطاع المحروقات ليصل سعر اللتر الواحد من مادة المازوت إلى ما يزيد عن 1000 ليرة سورية أي ما يعادل 5 $ لليتر في حال توفره أصلاً.
يقول المتحدث الرسمي لمركز حمص الإعلامي "محمد الحمصي": "القصف المستمر أدى إلى حركة نزوح داخلية للحي بين شارع وأخر، بعد خروج عشرات المنازل عن الخدمة جراء تدميرها بشكل كامل، حتى أصبحت أخشاب الخزائن والأثاث المدمر داخل المنازل هي المصدر الرئيسي لوقود مدافئ الحطب، لتصبح ركنا اساسياً داخل كل بيت في حي الوعر، ناهيك عن السواتر القماشية عوضاً عن الزجاج المكسر".
ويضيف لـ"أخبار الآن": "التدفئة في حي الوعر تتم من خلال الحطب ولا شيء سوى الحطب، إلا من ملكت يمينه بعض المال لشراء زجاجة بنزين ذات اللترين لاستعمالها مؤقتا لإشعال مدفئة الحطب الضارة أصلاُ للكبار قبل الصغار".
واستقبل مدنيو الوعر الشتاء بالأغطية السميكة والمدافئ البدائية ذات الرائحة الكريهة، والسواتر التي أرسلتها منظمات الأمم المتحدة، وإلى ما هنالك من مواد اغاثية نجحت في أوقات سابقة من إدخالها للحي المحاصر منذ أشهر طويلة من قبل جيش النظام.
ويردف الحمصي، بالقول: "أصعب ما يعانيه الحي وأهله هو الحصول على الحطب، وقص الأشجار داخل الغابة، راح ضحيتها عشرات المدنيين حيث يفتح الجيش المتمركز في الغابة وكلية الإشارة والمدفعية نيران الرشاشات على كل من يحاول قص شجرة، ناهيك عن قناصة مشفى "حمص الكبير" المسؤولة عن قتل عدداً من المدنيين داخل الحي أثناء محاولتهم قطع الاشجار بغية تدفئة أطفالهم".
ويروي ناشط في الحي مصاعب المخاطرة للحصول على بعض القطع الخشبية لتدفئة منزله، ويقول: "في حال نجح أحدهم بالوصول إلى الغابة، يواجه صعوبة جما في تقطيع أغصان شجر "السرو والكينا"، بسبب الأدوات البدائية التي بحوزته، ليبقى ساعات متواصلة من العمل الشاق، ليعود بحفنة بسيطة من قطع الأخشاب لمنزله في ساعات المساء، لعلها تقي أسرته البرد القارص لعدة ساعات، وقد يدفع الشخص الذي قرر المجازفة للحصول على الخشب الثمن غالياً بفقدان حياته".
أيام تأتي وتذهب لا تحمل في طياتها سوى المزيد من المعاناة لدى الأهالي في مواجهة الأعمال العسكرية لجيش النظام من جهة، واستمرار الحصار على الأهالي الذي بات جزء لا يتجزأ من ضنك الحياة من جهة أخرى.