أخبار الآن | الرقة – سوريا (محمد سعيد)

"لماذا ممنوع عليّ السفر؟ إلا بمحرم وبموافقة الأمراء؟ هل يخافون أن يختطفني عناصر بشار؟، ربما لجمالي وصباي!" بهذا علقت "أم عبد الله" ذات الـ 48 عاماً إحدى نساء ريف محافظة الرقة، عندما سألتها عن رأيها بقوانين تنظيم "داعش" الجديدة بما يتعلق بالسفر خارج حدود المحافظة باتجاه مناطق سيطرة نظام الأسد أو غيرها من المناطق الغير خاضعة لسيطرة التنظيم.

"أم عبد الله" المرأة الضحوكة الساخرة الساخطة على القوانين الجديدة تزيد بقولها لـ "أخبار الآن": "لو ذهبت بنفسي إلى تلك المناطق سيدفعون فدية لأرحل عنهم، وليس العكس"، مضيفةً: "انهكونا بقوانينهم، ولا يمر أسبوع حتى نسمع بقرار جديد، وأغلبها تخص النساء، أمس قوانين اللباس الشرعي، واليوم قانون للسفر، وربما غداً سيفرضون على النساء قانوناً يجبرهن على إنجاب عشرة أطفال خلال عشرة سنين، والمخالفة تخضع للعقوبة، وصاحبة الحظ وقتها من تنجب التوائم".

ناشطون تناقلوا على صفحات التواصل الاجتماعي خبر قانون التنظيم الجديد الخاص بتعديل قانون السفر، وجاءت في التفاصيل التي نشرها نشطاء على صفحة "الرقة تذبح بصمت" أن التنظيم أصدر ثلاثة قرارات أولها: "يسمح للنساء فوق عمر الـ 50 عاماً بالسفر مع محرم، ولكن فقط لحالات المرض يسمح لها بمغادرة أراضي التنظيم".

ونص القرار الثاني على "منع النساء تحت عمر الـ 50 عاماً من مغادرة المناطق التي تسيطر عليها التنظيم منعاً باتاً، باستثناء الحالات المرضية بورقة موافقة (عدم التعرض) تؤخذ من أمراء التنظيم في المنطقة التي يتبع لها المسافر"، في حين نص القرار الثالث على "منع الشباب من السفر ممن هم من مواليد 1990 وما فوق خارج مناطق التنظيم، وتمزق دفاتر خدمة العلم في حال تواجدها مع الشاب"، بينما قالت مصادر إعلامية أن التنظيم منع كل من هو تحت سن الـ 50 عاماً من النساء والرجال من السفر خارج أراضي سيطرة التنظيم، وبدأ بمصادرة "دفتر خدمة العلم".

القرارات الجديدة، أثارت سخط الناشطين من المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي لما تحمله من تضييق آخر على أهالي المدينة، حيث علقت زهرة الرقة على الخبر، بقولها: "ليست كارثة بحق شعب الرقة فقط، بل كارثة بحق الإنسانية، ما حدا حاس بيهم عايشين بالذل، والقهر، لا نعرف ماذا سيصدرون من قرارات، الله يستر".

الناشط الإعلامي "علي الحسين"، قال لـ"أخبار الآن": "التنظيم أصدر هذه القرارات ليقضي على مستقبل كل طالب أو طالبة جامعية داخل المدينة وريفها، وليس المقصود الأول هن النساء أو ان المسألة متعلقة بالسن، وإلا لماذا ترك التنظيم ما يسمى (عدم التعرض)، وما هو إلا مجالاً للسماح بالسفر لكبار السن، ومنع الشباب خصوصاً من الطلاب الجامعيين".

وأضاف الحسين: "القرار قيدّ أهالي الرقة وخصوصا الشباب بقيدين، أولهما أن يبقى من هو خارج المدينة في المنطقة التي يتواجد بها بصدد العمل أو الدراسة، وعودته تعني ألا رجعة له حيث رزقه ومستقبله، وثانيهما يعني أن آلاف الشباب من العاملين والطلبة الجامعيين فقدوا كل فرصة لهم بالخروج والعمل على مستقبلهم، وبهذا يكون التنظيم أمكن قبضته على الشباب في مناطق سيطرته، وسيبدأ بإصدار القرارات بتجنيدهم على جميع الصعد عسكرياً، ودراسيا، وحتى اجتماعياً، وهو ما سنراه في الأشهر القادمة".

المدينة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ بداية العام الماضي، أصبحت حقل تجارب لقرارات التنظيم الجديدة، كان آخرها إغلاق المدارس بكافة مراحلها، حتى اصدار منهاج جديد وفق منهج التنظيم وعقيدته، وقبله قرار اللباس الشرعي للنساء، وحظر التجوال.

الجدير بالذكر أن نشطاء أفادوا أن قرارات جديدة سيصدرها التنظيم قريباً بخصوص لباس النساء، ليفرق بينهن المشاهد بين المتزوجات، والأرامل، والعازبات، الأمر الذي لم تتركه "أم عبدالله" إلا وعلقت عليه بقولها: "سأثبت لهم مدى غباءهم، وألبس لباس العازبات، عل أحدهم يحاول خطبتي، أو ملاحقتي لجمالي وصباي".