بعد أن أصبحت خدمة الكهرباء في العاصمة دمشق من الكماليات، كما هو حال مادة الغاز، وخاصة في تلك الأحياء المتاخمة لمناطق سيطرة الثوار، التي أضحى من النادر وصول الكهرباء إليها، اعتمدت قوات الأسد أسلحة جديدة تحولت فيها أعمدة الكهرباء التي كانت منصوبة في شوارع دمشق إلى قذائف صاروخية تتفجر بالمدنيين.
في مخيم اليرموك، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين على الأراضي السورية جنوب العاصمة دمشق، فوجئ الأهالي بقذيفة جديدة من نوعها لم تنفجر، تتمثل بعمود كهرباء، نسي جندي الأسد إغلاق فتحة كانت في أسفله كرسالة إلى المدنيين المحاصرين تدل على ماهية القذيفة ونوعها، وسبب كانت في فشل انفجار عمود الكهرباء، بحسب ما نشر نشطاء.
ويذهب أحمد عوض – ناشط إعلامي من جنوب دمشق- إلى أن اللجان الشعبية، وشبيحة الدفاع الوطني المدعمة بمليشيا شارع نسرين، بالإضافة إلى من أطلقوا على أنفسهم "فتح الانتفاضة الفلسطينية" الذين يقاتلون جميعهم في صفوف قوات النظام، بدؤوا يتفننون بأنواع القذائف الموجهة إلى مخيم اليرموك ويطورونها بعد أن كانت عبارة عن "جرات غاز" موصولة بصاروخ، جعلت الأهالي بأشد حالات الافتقار إلى هذه المادة، تحولت الآن جرات الغاز إلى أعمدة كهرباء، لأنها تتسع إلى أكبر حجم ممكن من المتفجرات، ستزهق العدد الأكبر من المدنيين.
ويستقبل مخيم اليرموك يومياً العديد من القذائف والصواريخ القادمة من مقر البلدية في شارع فلسطين بالجهة الشرقية للمخيم، ومن أبنية القاعة عند مدخل المخيم في الشمال الغربي، في سبيل تركيع الأهالي داخل مخيم اليرموك للاستسلام والقبول بشروط هدنة تُخضع بكامل شروطها كتائب الثوار في المنطقة.
ويتابع الناشط عوض مستهزأ بالحال الذي وصولوا إليه، بالقول: "جيش بشار الأسد لن يترك أي قطعة دون أن يستفاد منها ابتداء من جرات الغاز، ومروراً بأعمدة الكهرباء ولن ينتهِ عند مجارير المياه بسبب انقطاع المياه الشبه دائم عن أحياء العاصمة دمشق".