أنهك بشار الأسد السوريين بكل وسائل القتل قصفاً وتهجيراً وملاحقةً إلا بالرياضة، وحرمهم بحربه هواية تجري في عروقهم، لتصبح ظروف الحرب شغلهم الشاغل، إلا أن هناك أشخاصًا رفضوا أن تمحى هذه الرياضات بكل أنواعها، فقرروا الانشقاق عن واقع الألم، واليأس والنهوض بالشأن الرياضي مرة أخرى وإحياء ذلك المجال بشكل فعال ليتم إنشاء جسم رياضي في الأحياء المحررة من قبل شباب رياضيين بالأصل، ولاعبين هواة.
في مدينة حلب، أنشأ هؤلاء الهيئة العامة للرياضة والشباب، والتي شهدت نشاطات مختلفة على الصعيد الرياضي، ضمن مباريات، وسباقات متنوعة تشجع على الانتساب واللعب، وبعد مرور عام على إنشاء الهيئة، عقد المؤتمر الأول داخل أحياء حلب المحررة.
المؤتمر بدأ من قبل المدربين والرياضيين القائمين عليه، وتضمنت الكلمة الافتتاحية التذكير بمعتقلين شباب الرياضة السوريين لدى النظام كالدكتورة رانيا العباسي وعامر حاج هاشم وسامح سرور الذين مازالوا خلف القضبان، وأكدوا في الكلمة على الإصرار في استعادة الملاعب التي أضحت ثكنات عسكرية.
وأبرز النقاط التي تناولها المؤتمر، هو ما قامت به الهيئة من فعاليات، ونشاطات سابقة، والتي بدأت من أحياء وأزقة حلب المحررة، وأشاروا في كلمتهم إلى أن مؤتمرهم الأول كان في حلب القديمة، وخطوة التشكيل كانت في أورفا بتركيا، وانطلاقها من جديد في حي صلاح الدين، وأكدوا على استقلالية الهيئة، وعدم تبيعتها لأحد وأنها حلم رياضي لا يموت.
وفي تصريح من نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب في سوريا "معروف سبسبي" لـ"أخبار الآن" قال: "المؤتمر كان للتحدث عن ألية وعمل الهيئة العامة للرياضة والشباب في الداخل السوري وتأسسيه في مدينة حلب في الشهر الثامن، ليتم فيما بعد خلال الشهر الثالث توحد المنطقة الشمالية مع المنطقة الجنوبية، والدمج تحت مسمى "الهيئة العامة للرياضة والشباب في سوريا".
وأضاف السبسبي: "المؤتمر حولنا توضيح النشاطات التي تقوم بها الهيئة، وما هي العراقيل والصعوبات التي تواجهها خلال العام، كما تم طرح الخطة المستقبلية خلال عام 2015 للهيئة".
وأشار إلى أن العام الجديد يحمل أعمالا جبارة جداً تقسم إلى ملفين، الملف الأول هو ملف الشركة الراعية، والتي سوف ترعى الهيئة بكافة تفاصيلها ومكاتبها ونشاطاتها حتى موظفيها، والملف الآخر يتركز ويهتم بملف المتعلقين في سجون النظام، وقتلى الرياضيين الشهداء، وبالنهاية سوف يتقدم هذا الملف منظمة للفيفا لسحب الشرعية من النظام.
أما من ناحية النشاطات في الداخل، أكد "السبسبي" أن الهيئة ستعتمد على الدعم المادي على الرغم من تقديم دعم من قبل مؤسسات المجتمع المدني، وبعد تحقيق المطلوب على مستوى الداخل، سنقوم تشكيل اتحادات، ومنتخبات موسعة تستطيع المشاركة على المستوى الخارجي.
"عروة قنواتي" عضو المكتب التنفيذي بالهيئة، والناطق الرسمي باسمها قال لـ"أخبار الآن": "المؤتمر الصحفي الأول في مدينة حلب شكل بعد سنة وأربعة أشهر من تأسيسه كأول كيان رياضي في الداخل السوري، كان اسمه الاتحاد الرياضي السوري الحر، فيما بعد أصبح اسمه الهيئة العامة للرياضة والشباب بعد دمج عدة محافظات سورية في 10 آذار 2014".
وأضاف قنواتي: "انطلقت الهيئة بمجموعة من البطولات والنشاطات، والمؤتمر عقد لكي نعرض عبر الإعلام، لكل الرياضيين الأحرار إلى ما وصلنا إليه اليوم، وأين هي العقبات التي سنوجهها، وماذا نستطيع أن نخدم ونتقدم للأمام خاصة أن الرياضة هي شريان مهم في المجتمع".
عن برامج الهيئة في العام الجديد، قال: "العام الجديد وضعنا خطط جديدة، تبدأ من توقيع عقد مع الشركة الراعية، التي تسعى لرعاية الهيئة بعد تقديم الدعم المادي والكافي لها، عندها يمكن تشكيل اتحادات، ومنتخبات ومن هذا المنحى يمكننا ألا نتكلم فقط من بوابة محلية بل من بوابة دولية"، مضيفاً: "في أول ثلاثة أشهر سوف نعمل على مجال الأطفال، لإبعادهم قدر الإمكان عن أجواء الدمار والقتل، حيث تتركز مهمتنا على وضع خطة يسير عليها الطفل، وهي من لحظة خروجه من المدرسة حتى ذهابه إلى النادي الذي يريدون أن يتدربوا فيه كألعاب الطاولة أو ألعاب القوة كالمصارعة، وتأهيلهم إلى دورات ومنافسات فيما بينهم وتقديم الجوائز لهم."