أخبار الآن | دمشق – سوريا (أيمن محمد)

أكد أهالي من بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها قوات النظام وميليشيات عراقية، أن هناك رجال أعمال يعرضون على عدد كبير منهم بيع ممتلكاتهم وأراضيهم بأسعار مضاعفة عما كانت عليه قبل الثورة، بالرغم من أن البلدة مدمرة بشكل كبير وقريبة من مناطق الاشتباكات مع الثوار.

وقال "ابو ليث"، أحد سكان بلدة المليحة، ونزح لاحقاً إلى بلدة سقبا في الغوطة، قال لـ"أخبار الآن": "هناك بعض السماسرة أتوا إليّ، ولأقاربي، وعرضوا علينا بيع منازلنا وممتلكاتنا وأراضينا"، مشيراً إلى أنهم تفاجأوا بالأسعار التي عرضت عليهم لبيع ممتلكاتهم، وقال: "لقد دفعوا لنا ضعف السعر الذي كان عليه العقار قبل اندلاع الثورة ضد النظام".

وتساءل أبو ليث، بالقول: "ما سبب دفع هذه المبالغ الضخمة في بلدة قد دمرت بناها الأساسية، ومعظم ابنيتها, وهي خط تماس على أخطر جبهات الغوطة الشرقية, هل هي ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي يعتمدها النظام وتجار إيران أم أن هناك أسبابا أخرى".

بدوره، أكد مصدر من العاصمة دمشق لـ"أخبار الآن" أن رامي مخلوف أطلق يد سماسرته في منطقة المليحة، وعدد من المناطق المدمرة كـ"الدخانية"، وعدرا البلد، وعدرا العمالية، وحتى داخل بلدات ومدن الغوطة الشرقية، لشراء العقارات والمنازل والأراضي في تلك المناطق، لأن ذلك يدخل ضمن خانة أهدافه المستقبلية المتمثلة بإعادة إعمار سوريا، مؤكداً أن مخلوف يدفع سعر بسيط مقارنة بسعر العقار قبل الثورة، خاصة وأن الليرة السورية فقدت هذه الأيام ثلاثة أرباع قيمتها أمام العملات الصعبة".

ويستغل السماسرة الوضع المعيشي المتردي للنازحين، وأهالي المناطق المنكوبة والمدمرة، ما يدفعهم لبيع العقار نظراً لحاجتهم الماسة لتأمين لقمة عيشهم.

ونوه المصدر أنه وفي حال استقرت الأوضاع في سوريا، ودخلت شركات إعادة الإعمار في المناطق المدمرة سيرتفع سعر العقار أضعافاً مضاعفة، نظراً لالتزام الشركات بإعادة إعمار المنطقة بشكل نموذجي ما يضاعف من أسعار الأراضي، مشيراً إلى أنه وقبل اندلاع الثورة قام محمد حمشو ورامي مخلوف باتباع ذات الأسلوب في حي كفرسوسة الفقير، حيث أطلقوا يد سماسرتهم في الحي ودفعوا مبالغ مضاعفة بغية استملاك الحي بشكل كامل، وهددوا من يمتنع عن البيع أن يدخل عقاره ضمن الأملاك الحكومية والمرافق العامة كالمدارس والحدائق لإجباره على البيع، وبعد أن اشتروا كافة المنازل في الحي، تمت تسويته بالأرض، وشيدوا وحدات سكنية بلغ سعر المنزل فيها ما يتجاوز الميون دولار حينها، وقال: "إعادة الإعمار في المدن والبلدات المدمرة ستدر على مخلوف مليارات الدولارات ولذلك يقوم سماسرته بشراء العقارات حالياً لظنهم أن حصة الإعمار ستكون من نصيبهم".