خرجت تظاهرة كبيرة في جنوب دمشق نصرة لأهالي بيت سحم، البلدة التي عانت ومازالت تعاني من اعتداءات جبهة النصرة، من قتل للثوار واعتداء على نقاطهم الأمنية، وسرقة للممتلكات وعمليات خطف وغيرها.
وقد كان أهالي تلك البلدة طالبوا عناصر جبهة النصرة خلال مظاهرات خرجت الأسبوع الماضي، بالإنسحاب من بلدتهم، ومحاسبة عدد من أفراده، إثر الإعتداءات التي نتج عنها مقتل أحد الشبان.
ويتحدث ناشط إعلامي فضل عدم كشف اسمه لدواع أمنية، أن المدعو بورو أطلق النار من سلاحه الفردي بشكل عشوائي بعدما شاهد أقرباءه يتعرضون للضرب خلال عراك بالأيادي مع عدد من الشبان، ما أدى لمقتل شاب كان أمام منزله وإصابة آخر.
ويضيف أن سبب العراك "متعلق بقيام أحد أقرباء" بورو "بشتم نساء خرجن بمظاهرة طالبت بطرد التنظيم، وانتقدت بلهجة قاسية قادات الكتائب العسكرية على سكوتهم للتنظيم"، ما اعتبره شهود عيان استفزازا لأقرباء بورو والسبب المباشر خلف المشكلة.
ويؤكد مصدر عسكري من ثوار البلدة أن خروج النساء بمظاهرة طالبت بطرد التنظيم جاء بسبب "اعتداء مجموعة تابعة للجبهة يقودها المدعو" أبو رامز بطاطاية "على إحدى النقاط الأمنية التابعة للثوار قبل المظاهرة بيوم واحد، وسلب سلاح النقطة بالقوة من العناصر، إضافة إلى تمادي النصرة وتكرار اعتداءاتها في البلدة من سرقات واختطاف واعتقال ".
وفيما تشهد البلدة حالة من التوتر والقلق، ينظم الأهالي اعتصاما يوميا مطالبين بخروج عناصر الجبهة من البلدة مع محاسبة المخطئين، يترافق ذلك باستغلال اعلامي من قبل وسائل الإعلام المؤيدة لنظام الأسد في محاولة لتأجيج المشكلة، حيث ذهبت صفحة "دمشق الآن" الإخبارية على الفيسبوك إلى القول بأن الأمور قد تأخذ شكلا عنفيا، حيث تحدثت عن مظاهرة أول من أمس بأنها: "للسعي لخروج المسلحين بشكل سلمي و ان لم يكن فبالقوة"، مع العلم أن هناك رفضا شعبيا لأي تحرك عسكري قد يريق الدماء في البلدة من جديد حسبما أوضحت مصادر عسكرية ميدانية.
كما وخرجت في الأسابيع الماضية تظاهرات مماثلة في مدن مختلفة بمحافظة ادلب، دانت ممارسات النصرة بحق الأهالي، من تضييق وتدخل في شؤونهم الشخصية، لفرض أفكارهم وفهمهم على الناس.