أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (أحمد عنكير)

بعد نحو ثلاث سنوات من التهجير، تمكن أهالي البلدات المحيطة بمعسكري الحامدية ووادي الضيف في ريف إدلب من العودة إلى منازلهم التي وجدوا معظمها وقد سوي بالأرض. فبعد خروج النظام من المعسكرين الذين كانا يقصفان المناطق المحيطة بهما، بدأت رحلة عودة آلاف العائلات السورية المهجرة. مراسلنا احمد عنكير والمزيد. 

ما إن تم الإعلان عن السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية المتمركزين حول مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بهما حتى بدأت رحلة العودة لألاف العائلات المهجرة من القرى والبلدات المحيطة في تلك المعسكرات.

فرحة العودة هنا لم يوقفها خطر القصف الإنتقامي الذي شنته طائرات قوات النظام، فالعودة التي حلم بها الأهالي على مدار الثلاثة أعوام الماضية أصبحت متاحة لهم الآن.

يقول سعيد أحد أهالي ريف إدلب: "عانينا كثيراً من النزوح والتشرد خلال الثلاثة أعوام الماضية، تشرد الأطفال والنساء وجميع الناس، والحمد لله الآن عدنا إلى بيوتنا، بعد أن تم تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية على يد الثوار. وبالرغم من القصف على هذه المنطقة من الطيران لكن نحن مسرورون بالعودة".

على الطريق الدولي حلب ودمشق، تقع قرية بسيدة، واحدة من القرى التي كانت تحت سيطرة قوات النظام أيضاً، وأصبح بوسع أهلها العودة إليها الآن. لكن ما هو مختلف هنا عن حال باقي البلدات، أن حجارة منازلها وأرضها صارت في مستوى واحد، أكثر من ثلاثمئة منزل جرفت لتكون منطقة عازلة لمعسكرات النظام.

يقول أحمد سلوم أحد أهالي قرية بسيدة: "عندما رجعنا لم تكتمل فرحتنا بالتحرير، وشعرنا بالحزن الشديد لأننا عندما رجعنا لم نجد شئ نعود لأجله. البيوت مدمرة بشكل كامل ولا يوجد أي مقومات للحياة. لاماء ولاكهرباء، وحتى المدرسة دمروها. والجامع أصبح مدمراً، كذلك قاموا بقطع الأشجار، لذلك لايوجد أي شئ يعود الإنسان لأجله، لأن أدنى متطلبات الحياة معدومة".

ولربما كانت عودة أهل القرية إلى مسقط رأسهم، ونزع صفة النزوح عنهم بعد ارتباطها بهم لثلاثة أعوام هو عزائهم الوحيد خاصة أن هذا المنال مازال بعيداً عن الكثير من أقرانهم في مناطق كثيرة من البلاد.

عودة حميدة كانت لكثير من العائلات التي وجدت منازل مازالت قابلة للسكن، لكن الأمر كان مغايراً هنا في بسيدة فقد أصبحت أثراً بعدعين وذكريات بين الركام.