أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (أحمد العبدو)

ملامح الحزن مرسومة على وجهها، وآلالام الحاجة تعتصر قلبها. تعيش فهيمة يومها في خدمة ابنتها المصابة بشلل دماغي جعلها غير قادرة حتى على تناول الطعام وحدها.في تركيا.. إلى حيث لجأت، تشكو فهيمة غيابَ المعيل بعد وفاة زوجها، لتبقى وابنتَها سلمى وأطفالِها عاجزين عن توفير ابسط احتياجاتهم. 

مراسلنا احمد العبدو زار فهيمة في غازي عينتاب واعد التقرير التالي. 

بحروف شابتها نبرة من الحزن، تحكي فهيمة قصة معاناتها بعد أن اضطرت لمغادرة سوريا متجهة إلى تركيا قبل نحو عشرة أشهر، حاملة معها هم أطفالها وخاصة ابنتها "سلمى" المصابة بشلل دماغي.
 
تقول فهيمة: "ابنتي تبلغ من العمر 17 سنة أصابها ارتفاع حرارة وهي بعمر السنتين ونتج عن هذا المرض شلل دماغي. ومنذ ذلك الوقت لا تستطيع أن تتناول الطعام من فمها وتعاني من تشجنات بأطراف جسدها ولا تستطيع المشي أو الحركة ولا تستطيع النطق، واطعمها عن طريق الأنبوب الطبي وتتناول عبره الحليب والأدوية وتعاني من الأختلاج.
 
توفير الدواء لسلمى بات من أ ولى أولويات فهيمة التي تشكو فقدان المعيل، بعد وفاة زوجها، لكن وضع سلمى الصحي الحرج يجعلها غير قادرة على تركها ولو لدقائق معدودة.

فهيمة.. لاجئة سورية يثقل كاهلها علاج ابنتها المعاقة

 
تضيف فهيمة: "لا يوجد معيل لنا من أجل تكاليف العلاج والمستلزمات وقد سائت بنا الظروف في سوريا وكنا نعاني كما هو حالنا اليوم، وعند بدء القصف والحرب أجبرنا على اللجوء الى تركيا بسبب نقص الادوية والغذاء في سورية وعدم وجود الكهرباء والماء وفي تركيا ظروفنا ليست بحال جيدة".
 
"في البداية كنت أعمل قليلا بالأعمال اليدوية لدى وجودي بفي لمنزل كي أوفر مصاريف عائلتي لكني أعاني من أمراض الظهر كالديسك وآلام الرقبة كالمناقير، وبقيت لا استطيع العمل وابنتي بحاجة لعناية جيدة ولا يستطيع احد سواي العناية بها كما يلزمها".
 
فهيمة التي ينقطف عمرها من أجل راحة أطفالها، بعد أن أجبرتها ظروف الحرب وسوء الأحوال المعيشية على النزوح تقف اليوم عاجزة حتى عن تأمين متطلبات أطفالها الأساسية وتأمين ثمن دواء أبنتها المعاقة.