أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)

عبر بول راين الزوج السابق لضحية جريمة «منقبة الريم» الأميركية إيبوليا رايان عن بالغ شكره وتقديره للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على ما حظي به وطفلاه التوأم من رعاية وعناية، وقال: إن اهتمام سمو الشيخ سيف بن زايد ومتابعته الشخصية لملابسات الجريمة والتوصل إلى المشتبه بها، كان له الأثر البالغ في التخفيف من آلامنا إثر فقداننا «إيبوليا»، وأشعرني ذلك براحة كبيرة حيال بقائي وأسرتي في الإمارات.

ردة فعل طليق ضحية "شبح الريم"

وأضاف المواطن الأميركي «راين» الذي يعيش مع ابنتهما البالغة من العمر 13 عاماً في فيينا: «إنني مرتاح للطريقة التي تعاملت بها السلطات الإماراتية مع هذه القضية، إلى جانب الطريقة الحضارية الراقية والاحترافية العالية التي تعاملت بها شرطة أبوظبي، سواء مع الأحداث، أو معي وأسرتي شخصياً.. وفي ما يلي نص الحوار:

صف لنا إيبوليا رايان الإنسانة.

لقد كانت شخصاً جميلاً وتحمل قلباً نقياً.. وكنت أعلم أنها ستكون أماً رائعة لأطفالي، وبعد طلاق ودي تم بالتراضي بيننا، انتقلت إلى فيينا، وانتقلت هي إلى أبوظبي، حيث رأت فيها فرصة لتحقيق المزيد من الاستقلال المادي والمعنوي بعدما حصلت على فرصة عمل فيها.. واتفقنا على أن تبقى ابنتي الكبرى البالغة من العمر 13 عاماً في المدرسة الداخلية التي تدرس بها في فيينا، على أن تصطحب زوجتي طفلينا التوأم (11 عاماً) إلى أبوظبي. وكانت خطتها أن تبقى في أبوظبي لمدة عامين وينتقل الطفلان بعد ذلك إلى فيينا حيث نسكن أنا وابنتي، أو ننتقل جميعاً للعيش في مكان ما في الولايات المتحدة الأميركية.

كيف تصف وقع النبأ عليك؟

علمت أولاً بالوفاة عن طريق إحدى صديقات زوجتي.. وتواصلت معي عن طريق البريد الإلكتروني حيث قالت: «حدث شيء ما»، وطلبت مني أن أتصل بها.. وبعد اتصالي بها ومعرفتي ما حصل قررت السفر إلى أبوظبي، ووصلت إلى الإمارات عن طريق دبي، وأبلغتني صديقتها بأنهم قد علموا بأن إيبوليا قد توفيت.. وكان في استقبالي في مطار دبي ضابط من الشرطة المجتمعية، وتمت مرافقتي عبر الجمارك، ومن ثم التقيت بضابط شرطة من مكتب شؤون الضحايا، وانتقلت بصحبته بالسيارة إلى أبوظبي، حيث تولى أحد ضباط شرطة أبوظبي الاهتمام بي منذ ذلك الحين وحتى اللحظة الأخيرة ولم يزل.

ماذا عن الدعم الذي تلقيته من بلادك ومن خارجها منذ وقوع هذه المأساة؟.

لقد كان تجاوب الناس في أبوظبي مذهلًا، حيث تولى أحد ضباط الشرطة رعايتي طوال الوقت.. وتم تقديم مسكن رائع لي ولأطفالي، ولبت الإمارات جميع متطلباتنا، ونحن ممتنون لذلك.. كما قدمت أسرة إيبوليا وأصدقاؤها كامل الدعم، وبذل الجميع جهوداً كبيرة لدعمنا خلال هذه المحنة.. وتواصلت معي سفارة الولايات المتحدة الأميركية والمسؤولون فيها كذلك.

كما اتصل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد هاتفياً بي، وتقدم بالعزاء باسمه شخصياً وباسم الشعب الإماراتي عامة وحكومة دولة الإمارات.. وأخبرني سموه بأنهم سيعثرون على المتهم الذي ارتكب الجريمة، وبأنهم يفعلون أقصى ما بوسعهم في هذا الشأن.. وقال لي إنهم سيبذلون كل الجهود لمساعدتنا خلال محنتنا وحتى نهاية هذا الوقت العصيب.

هل يمكنك أن تصف شعورك بعد إبلاغك بإلقاء القبض على المشتبه بها؟

لقد شعرت بأقصى درجات الرضا، خاصة مع اطلاعي على المستجدات من قبل الشرطة أولاً بأول، وشاهدت فيديو عملية الاعتقال ومسرح الجريمة.. وشعرت بالامتنان لإلقاء القبض على مثل هذا الوحش.

وعندما بلغني أن المتهمة كانت موقوفة لبعض الوقت، وأن إلقاء القبض عليها قد حدث أصلاً قبل يوم أو يومين من نشر الفيديو، فهمت عندها مدى حنكة وحرفية الشرطة في هذا البلد.

هل لمستم تعاوناً وتواصلاً وثيقاً من قبل السلطات؟

لقد أطلعتني الشرطة على تطورات القضية بصورة دورية، كما أنني تابعت التطورات عبر وسائل الإعلام وما تبثه نقلاً عن الشرطة أو الشهود.

هل أتيح لك الوقت للتفكير في المستقبل؟.

كانت خطتي بشكل أو بآخر تتمثل في توفير الأدوات التي تتيح لي البقاء هنا لبعض الوقت حتى انتهاء الفصل الدراسي للأولاد.. وستعود ابنتي إلى المدرسة، وسيقوم الكثير من الأصدقاء بالاعتناء بها جيداً هناك، لقد قدمت الحكومة الإماراتية لي تطمينات، وأظهرت سخاء كبيراً لي حول الكيفية التي سيساعدونني من خلالها بأي شيء أود القيام به أنا والأولاد.. ولذلك فإنني أشعر بارتياح بهذا الخصوص، ولن أضطر للتفكير بأي أعباء أو أن أشعر بأي قلق إزاء ذلك.

هل هناك رسالة تود توجيهها إلى أولئك الذين يشعرون بالقلق تجاهك وتجاه عائلتك؟.

أود أن أقول إنني أشعر بالأمان نتيجة للدعم الذي جرى تقديمه لي، وأشعر بامتنان كبير لما لمسته هنا.. لقد وصلت إلى هنا وأنا أحمل بعض التصورات المسبقة عما سيكون عليه الحال، ولكن ما حصل هو أنه جرى تبديد الشكوك التي كانت لدي، لدرجة أنني أشعر أن الكثير من قوى الظلام والإرهاب الموجودة هنا في الشرق الأوسط والتي عبرت عن نفسها بوضوح، سوف تختفي مع مرور الوقت بفضل قوى الخير التي رأيتها هنا.

ارتياح

قال بول راين: لقد كان ما رأيته خلال عملية إلقاء القبض على المتهمة، وكل ما قدمه سمو الشيخ سيف بن زايد خلال المؤتمر الصحافي، مهماً جداً بالنسبة إليّ.. فسماع كلماته وتحدثه باللغة العربية أوحى إليّ بأنه لم يكن يقوم بهذا الأمر لمجرد تطمين الجمهور المتحدث بالإنجليزية أو مجاملته، بل كان يوجه حديثه للجميع على النحو المعتاد، وإن الطريقة التي أوصل بها الرسالة أشعرتني بأن هناك الكثير من الأمل.. إنني ممتن جداً لما رأيته، وأشعر براحة كبيرة حيال بقائي هنا، كما أنني مرتاح لفكرة زيارة هذا البلد مرة أخرى، ولعل السبب الرئيس وراء ذلك هو العلاقة الوثيقة التي نشأت بيني وبين هذا البلد، والطريقة التي تمت معاملتي بها.

ردة فعل طليق ضحية "شبح الريم"