أخبار الآن | حلب – سوريا (ريبال الزين)

حيث البراميل المتفجرة تتساقط من طائرات النظام، يصر أهالي مدينة حلب على إثبات أن إصرارهم على الحياة واقع لا شك فيه. في حلب التي تعاني المأساة تلو الأخرى، أنشأ ناشطون في الثورة السورية بالتعاون مع مختصين بتأهيل الأطفال، مدرسة لذوي الإحتياجات الخاصة، يحاولون من خلالها توفير العلم للمعوقين من الأطفال الذين تعرضوا بسبب عنف النظام لإصابات جسدية وآثار نفسية. التقرير التالي والتفاصيل. 

منزل عربي بسيط حوله ناشطون إلى مدرسة ليست كأية مدرسة أخرى، وإنما هي مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة.

بدأت فكرة هذه المدرسة عند توثيق مصابي الثورة السورية، ولوحظ أثناء ذلك وجود العديد من الاصابات الجسدية والنفسية.. فأنشئت مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع مختصين في الاعاقات عند الأطفال.

يقول زياد فراتي مدير المدرسة: "التعليم هنا مجاني بالكامل ولا نأخذ ليرة واحد من أحد، بل نحاول على تأمين لباس ودفاتر وكتب وأقلام وحقائب وحصص إغاثية للطلاب، ونعمل قدر الإمكان على تشجيع الطلاب وترغيبهم في الداوم في هذه المدرسة".

المدرسة تتألف من ثلاثة صفوف وتضم قرابة الثلاثين طالباً وطالبة ولا تتلقى المدرسة سوى وعوداً بتقديم مكافئات للأساتذة والمشرفين إلا أن المدرسين فيها مستمرون في العمل فهو حسب وجهة نظرهم انساني أولاً.

يضيف صادق عبد الحميد أستاذ علم نفس: "الطلاب العاديون يسمعون ويرون ويتكلمون، فالتواصل معهم أسهل، أما طلابنا هنا فتختلف وسيلة التواصل مع كل منهم، وتحتاج إلى التواصل معهم بالمشاعر والأحاسيس أو بالصورة أو باللعب على نعمة الصوت".

أم أحمد، والدة أحد الأطفال المعاقين ذهنياً، وجدت فرقاً كبيراً قبل وبعد ارتياد ولدها المدرسة.

من جانبها تقول أم أحمد والدة أحد الأطفال المعاقين ذهنياً: "ولدي لديه ضمور في الدماغ، وفي المنزل كان ولدي يصرخ ويبكي ويمل كثيراً، أما بعد أن ارتاد هذه المدرسة تحسن وضعه وأصبح نشيطاً وبات يضحك أيضاً".

بمقومات بسيطة وجهود كبيرة وضع هؤلاء الناشطون اللبنة الأساسية لمشروع مستقبلي متحدين به براميلاً، عمياء.