تعيش مدينة الموصل التي تخضع منذ يونيو/حزيران الماضي لسيطرة تنظيم داعش، في عزلة تامة عن العالم ، بعد أن قطع التنظيم المتطرف شبكات الاتصال للهواتف الجوالة ، وحرمت الأهالي من استخدام هذه الشبكات ، إلى جانب الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ، وفق ما أكد فاروق مصطفى ، مالك شركة "آسيا سيل" التي تعد أكبر شبكات خدمات الاتصالات في العراق .
وحول هذا الموضوع ، قال المهندس علي الأوسي عضو مجلس أمناء سابق في هيئة الإعلام والاتصالات ، قال في مقابلة مع أخبار الآن ، إن مدينة الموصل تعيش عزلة كاملة عن العالم الخارجي ، مضيفا أن التنظيم قام بقطع الاتصال مع الهواتف الجوالة من مراكز البدالات "مراكز الاتصال الرئيسية" في مدينة الموصل .
وأشار الاوسي أنه لا يخفى عن الجميع ، أن التنظيم المتطرف يسيطر على مدينة الموصل بشكل كامل ، وجميع البدالات الموجودة سواء أكانت رئيسية أو ثانوية ، هي تحت سيطرة داعش ، وقيام التنظيم بقطع الاتصالات يؤكد على وجود من يرشدهم إلى هذا الأمر ، أو أن التنظيم يمتلك خبراء في الاتصالات .
ونوه الأوسي إلا أن التنظيم قد يعمد إلى قطع الاتصالات عن جميع المناطق الخاضعة تحت سيطرته ، مشيرا ان داعش قام بهذا العمل بعد أن تلقى ضربات عسكرية قاتلة ، لاسيما فيما يتعلق بقتل قادة كبار في صفوفه ، موضحا أن قتل هؤلاء القادة لم يتم إلا بعمليات استخباراتية دقيقة ، وهذا ما جعل التنظيم يتنبه إلى وجود اتصالات قادت إلى مثل هذه العملية .
وفي ذات الوقت ، طمأن الأوسي أن انقطاع الاتصالات ، لن يشكل حاجزا أمام العمل الاستخباراتي للوصول إلى هذا التنظيم وضرب أهدافه ، لان العمل المخابراتي يعتمد على وسائل خاصة في الاتصالات ، ولا تعتمد فقط على شبكات الاتصالات الخليوية .