بعد توقف محطات الوقود في بلدة عرسال اللبنانية من صرف قسائم التدفئة الممنوحة من قبل الامم المتحدة للاجئين السوريين تحت حجة ان اغلبها مزور، لم يعد امام اللاجئين السوريين اي مصدر آخر لتأمين التدفئة لخيامهم.
وهذا ما زاد من حجم المعاناة لديهم واتجاه معظمهم الى حرق المواد التالفة او بقايا الملابس والاحذية، وقد نتج عن هذا وفاة اول طفلة سورية نتيجة البرد والتي كانت تعاني اساساً من التهاب رئوي حاد ساهم البرد في الاسراع في وفاتها، حيث ان الطفلة تسكن مع ذويها في جرود عرسال ونتيجة لعدم وجود مشفى ميداني لم يستطع الاهل اسعافها الى داخل البلدة.
الدكتور حسام فليطاني من ابناء القلمون وهو ناشط في مدينة عرسال يؤكد لاخبار الان ان حياة اللاجئين السوريين الموجودين في جرود عرسال تحديداً في خطر كبير حيث يقول:" اسوأ قرار تم اتخاذه من قبل الحكومة اللبنانية كان فصل منطقة الجرد عن بلدة عرسال اللبنانية ومنع انتقال السوريين إلى داخل البلدة ومنهم المرضى والمصابين والمحتاجين وأصبحت تلك المناطق شبه معزولة نهائيا عن العالم الخارجي، حيث تركت أوضاع المخيمات المأساوية و البرد القارص وقلة الخدمات الأساسية والتلوث وقلة الطعام النوعي وقلة العناية الطبية بها أثرها على جسد الطفلة النحيل بالاضافة الى معاناتها من الأمراض السارية رغم جهد الوالدين لتأمين ما يستطيعون لها من عناية لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب لمنع الجرائيم والفيروسات من التمكن منها وبالتالي وفاتها، للاسف إن اغلب اللاجئين الموجودين في الجرود اغلبهم يسكن في خيم ذات نوعية سيئة لا تحمي سكانها برد الشتاء القارس دون نسيان انعدام الوقود للتدفئة او حتى الحطب الذي لايتوفر بكثرة في تلك الجرود، في حين لايوجد اي مشفى ميداني تساهم في انقاذ الوضع كما حدث مع الفتاة حيث لم نستطع من اسعافها ليلاً الى مشفى الرحمة المتواجد في داخل بلدة عرسال مما ادى لوفاتها على الفور".
ومن جهة آخرى بدأ تنطلق حملات من قبل مجموعات العمل الانساني في بيروت ولبنان عامة لجمع التبرعات والمواد العينية لصالح اللاجئين السوريين في لبنان وليس في عرسال فحسب حيث ان الوضع المأساوي ينطبق ايضاً على سكان المخميات في البقاع اللبناني او حتى في المنازل الفقيرة جدا من السوريين في طرابلس شمال لبنان.