مع طول أمد الحرب في سوريا، تفاوت الاهتمام العربي وحتى العالمي بما يجري في سوريا، وطغت مواضيع أخرى احتلت صدارة العناوين في نشرات الأخبار وبات الخبر السوري، وخاصة مع اندلاع الحرب التي يشنها التحالف الدولي العربي على الإرهاب، والتي جعلت الخبر الميداني أو الإنساني السوري يأتي في نهاية النشرات إن منح وقتها فسحة.
حملة لأحياء الجذوة الخامدة
مجموعة من الناشطين حول العالم أدركوا هذا الواقع المؤسف وأطلقوا حملة بعنوان " من يهتم بما يجري في سوريا؟
وترجموا هذه المحاولة في فيلم قصيرمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي" يدعو الناس إلى التوقف عن الاهتمام بالشأن السوري وعدم مشاركة صور المجازر والأطفال السوريين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. تحت شعار "من يهمه أمر سوريا ؟"،
ولكن على عكس ما يبدو، فإن الفيديو يسخر من المجتمع الدولي، ومن عدم قدرته على وضع حد لما يحدث في سوريا، ويشرح كيف يستمر النظام بقصف الأحياء السكنية، رغم بدء التحالف الدولي بتنفيذ عملياته في سوريا، وتدعو الحملة إلى بذل المزيد من الجهود للوقوف إلى جانب الشعب السوري؟
الأسباب الثلاثة الفاصلة
يحاول الناشطون من خلال حملتهم ذات الطابع الساخر من التخاذل الدولي طرح ثلاثة أسئلة وبالاجابة الساخرة عليها يتبين حجم الخذلان الذي يتعرض له الشعب السوري الذي يعيش أكثر من نصفه بين التهجير والنزوح.
هذه الأسئلة هي:
ألم نساعد السوريين حقا؟ وتجيب عليه الحملة بطريقة ساخرة أن طائرات العالم تجوب منذ أربع سنوات سوريا وقصفت مقرات النظام وعاقبت الدكتاتور السوري بشار الأسد، ثم تستدرك الحملة بطريقة ساخرة أن ذلك حدث في ليبيا وليس في سوريا؟
أما السبب الثاني فكان " أن الأمم المتحدة حلت الأزمة من زمن".. وهو تلميح ساخر إلى العجز الفادح في جهود المنظمة الدولية في حل أزمة شعب كادت تكمل عامها الرابع وليس في الأفق أمل قريب بنهايتها.
وتركز الحملة على أن المجتمع الدولي جرد الأسد من أسلحته الكيمياوية خلال أسابيع ولكنه سمح بقتل مئات الآلاف بعد ذلك بأسحلة أخرى تصنف على أنها تقليدية والصاوريخ والرشاشات الثقلة والبراميل المتفجرة.
السبب الأخير الذي تقول الحملة أنه يجعل العالم في حل من الالتزام الأخلاقي تجاه الشعب السوري هو أن " الصين وروسيا وإيران يقولون إن كل شيء في سوريا على ما يرام"
ويتساءل الفيديو الساخر ألست هذه الدول صاحبة الصدارة في احترام حقوق الانسان، وبالتالي لن ترضى أن تنتهك حقوق المدنيين السورييين.
وهو تلميح ساخر آخر إلى عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار ملزم ضد النظام السوري بسبب الفيتو الروسي والصيني.
حقيقة الحملة
www.whocaresaboutsyria.com
بالدخول إلى الرابط الموجود في تحت عنوان من يهتم لأمر سوريا، يبين أنه الهدف من كل ما سبق هو لفت الانتباه إلى فظاعة الأزمة الانسانية السورية ودعوة جميع الناشطين إلى تكثيف نشاطهم في توعية العالم بحقيقة ما يجري في سوريا حتى لا يتقتصر الأخبار الواردة من سوريا على أزمة المتطرفين وضربات التحالف.
ويحمل الموقع في مدخله جملة تحضرية.. إن كنت تهتم حقا بما يجري في سوريا أثبت ذلك من خلال المشاركة في الحملة.