أخبار الآن | بغداد – العراق – (وكالات)
قالت المدير العام لليونسكو، إيرينا بوكوفا، إن مسلحي تنظيم داعش يقومون بما يسمى بـ "التطهير الثقافي" في شمال العراق، مما يؤدي إلى مخاوف من احتمال انهيار الحضارة الثقافية التي تشكل مهد الحضارة الإنسانية برمتها.
وأضافت بوكوفا أن أساليب التنظيم أكثر ما تشبه بأساليب النازيين، في إقصائهم للطرف الآخر، فإما أن يتوافق الشيء مع معتقداتهم الدينية والسياسية، وإما أن يختفي من الوجود، ووفقا لإيرينا بوكوفا، تتخذ منظمة اليونسكو بالتعاون مع الانتربول الدولي إجراءات مشتركة لوقف الاتجار في القطع الأثرية المهربة من الحضارات القديمة، والتي هي بمثابة مصدر أساسي لتمويل تنظيم "داعش" في أعماله القتالية.
وعندما استولى المسلحون على معظم الأراضي في شمال العراق، فر أكثر من مليون مواطن من منازلهم وأكثرهم من الأقليات الدينية التي بقيت محافظة على معتقداتها. مع تدمير الناس وإلحاق الضرر بالمزارات التاريخية يتم تدمير التراث الثقافي غير المادي للجماعات المسيحية القديمة – مثل اليزيديين . إن هذه الطريقة في قتل الناس وتدمير ثقافاتهم وتاريخهم أكثر ما يشبه الإجراءات التي كان يقوم بها النازيون عندما كانوا يسعون في سياق الإبادة الجماعية و الدمار المادي، إلى إلغاء الذاكرة من تلك الشعوب، فيما قالت إيرينا بوكوفا.
وفي الموصل تم تدمير كنيستين على الأقل ، وبعض المزارات الشيعية والمعابد اليزيدية. والأسوأ من ذلك ما يحدث في سورية أيضا، حيث يعتبر السلفيون أن كل ما لا يتوافق مع معتقداتهم يجب تدميره.
وأشارت المديرة العامة لليونسكو إلى تدمير مرقد الإمام محمد الدري قبل إسبوعين في محافظة صلاح الدين ، فضلا عن تدمير المدينة القديمة في نمرود في بلاد ما بين النهرين، المعروفة باسم مدينة كلاخ التي ورد ذكرها في الانجيل المقدس حيث تم فيها تدمير معبد قديم لا يقدر بثمن. ووفقا لبعض التقارير، فإن تنظيم "داعش" يحصل على تمويله الكبير من التجارة بالآثار المنهوبة والتي تصل إلى 200 مليون دولار سنويا، بينما تعتبر المديرة العامة لليونسكو أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.