بدأت إيران في تنفيذِ عمليةِ تنظيم واسعةٍ للميليشيات المقاتلة إلى جانبِ نظام الأسد ، على أن يتولى ضباطُ الحرسِ الثوري الإيراني الإشرافَ المباشر على تلك التشكيلاتِ وتدريبِها، ووضعِ خطط ٍحربية لها، وتحمل اسم ِتشكيلاِت «الأمن الوطني».
وبحسب مصدر ٍسوري معارض في تصريحاتٍ لصحيفة الشرق الأوسط فإن هذا مؤشرٌ على أن إدارة َإيران الاستراتيجية الجديدة لمنظومةِ الدفاع والأمن في سوريا باتت تمسك بها بشكل مباشر .
المصدر قال إن التشكيلات الجديدة ستحمل اسم «الأمن الوطني»، لافتا إلى أن قائده العام هو أحد ضباط حزب الله ، ويدعى «الحجي أكبر». وأضاف أن التشكيل الجديد سيكون بديلا عن قوات الدفاع الوطني .
ويقدمُ التنظيم الجديد في سوريا، الذي يتولى ضباط إيرانيون مباشرة الإشراف عليه، مغريات ٍمالية، من خلال رواتب يبلغ حدها الأدنى 30 ألف ليرة سوريا شهريا، وتصل إلى 50 ألف ليرة. إضافة إلى تقديم مغريات معنوية عديدة، أهمها ميزة الإعفاء من الخدمة الاحتياطية ومن الخدمة العسكرية، إذا كان المنتسب مطلوبا للخدمة في جيش النظام.
وأوضح مصدر معارض في السويداء لـ«الشرق الأوسط» أن تشكيل هذه الكتلة العسكرية الجديدة «يتحقق عبر 3 إجراءات رئيسية، أولها الحملة الواسعة لملاحقة المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية ولخدمة الاحتياط، وثانيها قطع الرواتب الشهرية عن عناصر قوات الدفاع الوطني، أما الثالث فيتمثل بتقديم الحل والبديل للمتهربين من الخدمة الاحتياطية والإلزامية، ماليا وتنظيميا، عبر الدعوة للانتساب إلى (الأمن الوطني)، الذي يجري تشكيله حاليا».
وقال المصدر إن «لواء الجولان» كان قد بدأ تشكيله قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، تحت اسم «لواء درع السويداء»، بقيادة العقيد المتقاعد عدنان مرشد، وهو من أبناء المحافظة، أسوة بالألوية الأخرى في قوات الأمن الوطني التي يتم تشكيلها في جميع المحافظات التي تخضع كليا أو جزئيا لسيطرة النظام، ويقودها ضباط متقاعدون من السكان المحليين في كل منطقة، قبل أن تتطور الاستراتيجية لتوكيل ضباط إيرانيين للإشراف على هذه التشكيلات».
وأشار المصدر إلى إن «لواء الجولان» باشر عمليات التشكيل وافتتح مكتبه الخاص في مبنى «البرج» بمدينة السويداء، مباشرا عمله بتوزيع أول دفعة من الرواتب على المنتسبين الذين تُقدر أعدادهم بالمئات، مشيرا إلى أن المنتسبين الجدد «بدأوا يجوبون الشوارع في المحافظة وهم يرتدون اللباس العسكري المموه، ويضعون شارات صفراء على أكتافهم تحمل صورتي بشار الأسد والأمين العام لـ(حزب الله) السيد حسن نصر الله، وكُتب أعلاهما (قادمون)».
ورجح المصدر أن حالة من عدم الثقة ترسخت لدى أبناء السويداء «ستكون عائقا أمام زيادة عدد المنتسبين»، خاصة بعد تجارب خاضها المئات من المنتسبين لجيش الدفاع والوطني وميليشيات أخرى، مثل ميليشيا الحزب السوري القومي الاجتماعي والمخابرات الجوية، إذ «أثبتت تلك التنظيمات عدم التزامها تجاه المنتسبين إليها بدفع الرواتب، فضلا عن عدم اكتراثها بحال عائلات القتلى والجرحى الذين سقطوا في معارك النظام دون علاجهم أو التعويض على عائلاتهم»