أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة – (صحيفة نيويورك تايمز)

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، عن خطة تعدها القوات العراقية بمساندة أميركية، للبدء بحملة عسكرية واسعة النطاق لتحرير مناطق شمالي البلاد وغربيها من سيطرة (داعش) نهاية عام 2015 المقبل،

وفي حين بينت أن ذلك "قد يستدعي" السماح للمستشارين الأميركيين، بمرافقة الوحدات العراقية في أرض المعركة، أكدت أن الموقف يتطلب حشد المزيد من القوات العراقية والكردية (البيشمركة)، وزيادة الدول الحليفة مدربيها، متوقعا أن "الحرب لهزيمة داعش ستكون طويلة".

ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن تلك "الحملة تهدف إلى كسر احتلال داعش لمناطق من شمالي العراق وغربيه والتأسيس لسيطرة حكومية على مدينة الموصل والمراكز السكانية الأخرى فضلاً عن طرق البلاد الرئيسة وحدودها مع سوريا، بحلول نهاية عام 2015 المقبل".

وذكرت النيويورك تايمز، أن "القوات المسلحة العراقية، وقوات البيشمركة، كانت قد نفذت بعض الغزوات خلال الأسابيع الأخيرة، حررت خلالها مناطق احتلها داعش، بضمنها معبر ربيعة الحدودي مع سوريا، ومصفى بيجي، شمالي صلاح الدين، ومدينة زمار، ومنطقة جرف الصخر شمالي بابل"، مشيرة إلى أن "الهجوم الكبير الذي دعي إليه بمساعدة من المخططين العسكريين الأميركيين، يتطلب تدريب ثلاث فرق عسكرية عراقية قوامها 20 ألف جندي خلال الأشهر المقبلة".

وقال أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين، رافضاً الكشف عن اسمه، بحسب الصحيفة، إن "الأمر سيكون بمثابة توازن بين السماح للجانب العراقي برسم خططهم الخاصة وتوليها بأنفسهم، مع ضمان عدم نشر قواتهم لمساحات أبعد وتعزيز قدراتهم بشكل أسرع".

وأضافت The New York Times، أن "أكثر من 12 مسؤولاً عراقياً وأميركياً بدأوا بتقديم التفاصيل الخاصة بتلك الخطة، التي ستتضح معالمها بنحو متزايد"، مبينة أن "الخطة تهدف لمهاجمة مسلحي داعش وعزلهم عن مناطق تمركزهم الكبرى مثل الموصل".

وأوضحت الصحيفة، أن "العمل يتواصل لتشكيل قوة مهام خاصة بقيادة الجنرال جيمس تيري، الذي يشرف على القوات المسلحة في الشرق الأوسط ، من قاعدته في الكويت"، لافتة إلى أن "الجنرال باول فنك، سيقود مقراً ثانوياً في بغداد، يشرف من خلاله على المئات من المستشارين والمدربين الأميركيين العاملين مع القوات العراقية".

وذكرت النيويورك تايمز، "بوصول الرغبة بتدريب القوات العراقية إلى درجة عالية من الزخم، فإن من المتوقع أن تتسع رقعة تواجد القوات الأميركية من بغداد وأربيل إلى مناطق أخرى تشمل على قاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار غرباً، وربما في التاجي، شمالي بغداد، أيضاً"، وتابعت أن "الجهد لإعادة بناء قدرات الجيش العراقي القتالية، قد يواجه تحديات من ضمنها خطورة أن يستغل مسلحي داعش المدة المقبلة ليتخندق في مناطق غربي العراق وشماليه ويقوم بمزيد من عمليات القتل".

واستطردت الصحيفة، أن "الولايات المتحدة لا تخطط حالياً لتقديم المشورة للقوات العراقية دون مستوى لواء، الذي غالباً ما يبلغ تعداده ألفي جندي، كما لم تتضح الصورة لحد الآن تحت أي ظروف سيسمح البيت الأبيض للمستشارين الأميركيين، بمرافقة الوحدات العراقية في أرض المعركة، أو أن يتم الاستدعاء لتنفيذ غارات جوية، التي عدها رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، كأمور قد تكون ضرورية".

وتشير الأحداث التي شهدها العراق سنة 2008، عندما "ترنح الجيش العراقي بعد شنه هجوم على المليشيات في البصرة"، وفقاً للصحيفة، بأن "مثل ذلك الدور الاستشاري في أرض المعركة من المحتمل أن يكون ضرورياً، وذلك عندما أرسل القادة الأميركيون قواتهم لتقديم المشورة للقوات العراقية التي كانت بحجم لواء مع تعزيزها بالغارات الجوية".

وقال مسؤولون في الولايات المتحدة، كما أوردت النيويورك تايمز، إن "تعداد القوة الأولية التي ينوون تقديم المشورة لها تضم تسعة ألوية عراقية، وثلاثة شبيهة لها، من وحدات قوات البيشمركة، التي تبلغ مجتمعة بحدود 24 ألف جندي".

واستندت الصحيفة إلى مسؤول عسكري كبير، مؤكدة أن "خطة الهجوم المقابل تستدعي مضاعفة تعداد القوة بإضافة ثلاث فرق لها، تعداد الواحدة منها يتراوح بين ثمانية إلى 12 ألف جندي"، مسترسلة أن "الولايات المتحدة تعتمد على شركائها في قوات التحالف، لزيادة عدد المدربين، كاستراليا وكندا والنرويج الذين تعهدوا بإرسال المئات من عناصر القوات الخاصة للتدريب".

ورأى مسؤولون أميركيون، بحسب الصحيفة، أنه "حتى لو نجحت الخطة بدحر داعش في نهاية عام 2015 في العراق، فإن بعض جيوب المقاومة ستبقى، حيث أقر قادة عسكريون أميركيون بأن الحرب لهزيمة داعش ستكون طويلة".

وكان أكثر من مسؤول أميركي، بما فيهم الرئيس باراك أوباما، أكد مراراً أن الحرب ضد (داعش) ستكون طويلة.