أخبار الآن | تركيا – (خاص)
اعتمد تنظيم داعش على الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرته، لأغراض التجسس على الأهالي ورصد تحركاتهم. وقال أبو حمزة وهو طفل سوري من مدينة الرقة انشق مؤخرا عن داعش، إن التنظيم قام باستخدام الخيم الدعوية لإغراء الأطفال بالمال والهدايا للإنضمام إليه. وأضاف الطفل السوري الذي إلتقيناه في تركيا، إنه تلقى تدريبات مختلفة في أحد معسكرات داعش قبل أن تنقذه أمه من التنظيم ويغادر سوريا. التفاصيل في التقرير التالي.
لم يشفع له صغر سنه في أن يكون بمنأى عن استهدافه من قبل تنظيم داعش، فالخيم الدعوية -كما يسميها التنظيم- تستقطب الأطفال على إختلاف أعمارهم، ليبدأ بعدها دور أمراء داعش في استمالتهم وإقناعهم بالإنضمام إلى صفوف التنظيم.
بعد عدة زيارات لإحدى الخيم الدعوية في الرقة، أ ُقنع الطفل أبو حمزة -كما يرغب أن يسمي نفسه- بالإنضمام إلى داعش، فقاموا بنقله برفقة مئتي طفل آخرين إلى معسكر العكيرشي التدريبي شرق مدينة الرقة.
لدى تلقي الأطفال التدريبات في المخيم، يُمنع أهاليهم من التواصل معهم، حتى أنهم يتعرضون للإساءة إذا ما سألوا عنهم، وفقا لأبي الليث الأنصاري الذي كان مسؤولا عن تدريب الأطفال في مخيم الزرقاوي في تل أبيض قبل أن ينشق عن داعش.
عاد الطفل أبو حمزة إلى مدينة الرقة بعد شهرين من التدريبات المكثفة على السلاح والدروس الخاصة التي أظهرت تغيرا في سلوكه مع عائلته. صديقه هو الآخر، استغل انضمامه إلى داعش في الإنتقام من زوجة أبيه.
يدير داعش كتيبة تجسسية قوامها أطفال يدربونهم على مراقبة وتتبع أهالي مدينة الرقة، ثم يبلغون المسؤول عنهم بأية مخالفات لقوانين التنظيم يرتبكها المدنيون. محاولات أم الطفل لم تتوقف عن إقناع إبنها بخطورة ما يقوم به في داعش، حتى تمكنت من دفعه إلى الإنشقاق ثم اللجوء إلى تركيا خوفا من إنتقام التنظيم منه.
هذه اللقطات المصورة التي ينتجها تنظيم داعش هي بعض ما أبقى عليه الطفل أبو حمزة على هاتفه الخلوي بعد تركه داعش، وما يفتأ يردد أناشيد التنظيم على لسانه. خطر مثل هذه المقاطع يكمن في سهولة وصول الأطفال إليها، لتجعل منهم هدفا سهلا لتنظيم داعش.