تتعالى أصوات الناشطين في الشارع الحلبي، موجهة رسالة إلى العالم والائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، وجميع الفصائل العسكرية العاملة في حلب وريفها، من أجل دفع خطر الحصار المحدق بالمدينة حيث باتت قوات نظام الأسد على بعد كيلو مترات قليلة لإطباق الحصار على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار.
ومع تعالي تلك الأصوات، يحاول الناشطون والثوار المدنيون في حلب، القيام بعمل يمنع حصار المدينة بل يهدف لتحرير المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، من خلال مبادرة أطلقها ثوار حلب، والتي ستركز بشكل رئيس على دعم الجبهات العسكرية ضد قوات النظام، وتأمين المدينة، بحسب عبد المنعم قشقش -عضو اتحاد ثوار مدينة حلب-.
ويضيف قشقش، وهو أحد المنسقين لهذه المبادرة "لـ (أخبار الآن) "سبب القيام بهذه المبادرة هو الشعور الذي أصبح يتملك سكان وناشطي وثوار المدينة شعورهم بالحصار المتوقع للمدينة بعد سلسلة القصف المهول وسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها نظام الأسد، وكذلك لدفع خطر المليشيات الشيعية والأفغانية التي تقود قوات النظام في محيط حلب".
وتكمن الغاية من المبادرة حسب قشقش: "حشد الثوار في المعركة ضد قوات النظام وتحرير مناطق حلب من سيطرة مليشياته التي اغتصبت وقتلت ونكلت، وتشكيل دعم معنوي وعسكري للمقاتلين على الجبهات ودعمها ولرفع معنويات المدنيين والمساهمة بصد هجمة النظام الشرسة".
يقول المحامي كامل أطلي -أحد المنسقين للمبادرة- من مدينة حلب لـ(أخبار الآن): "بعد أن زرنا قيادات الجيش الحر في مدينة حلب، ووجدنا أن هناك ضعفا في التنسيق وعدم وجود قيادة موحدة وغرفة عمليات بقيادة واحدة قادرة على صد الهجمة البربرية للنظام، فأننا تنادينا كثوار لحماية الأرض والعرض، ومساندة الجبهات العسكرية ولاستنهاض همم الجيش الحر ودعوته لتوحيد الجهد لصالح البلد والشعب الذي قد ترتكب بحقه المجازر".
وستتضمن المبادرة حسب أطلي، دورات تدريبية لمدة ثلاثة أيام وسيتم أختيار الكوادر وفقاً للتدريبات التي سيتلقونها والتي ستساعد في معرفة قدراتهم ووضعهم في المكان المناسب سواءاً عسكرياً أو إغاثياً أو طبياً، وتعريفهم بأهمية التنظيم لخوض المعركة التي تعتبر مصيرية لمدينة حلب.
ويكمل أطلي، أنه بالفعل تمت الإستجابة للمبادرة وبدأت هيئة الأطباء الأحرار بتشكيل فرق طبية ميدانية وتأهيلها لتوجيهها إلى الجبهات، كما بدأت من المؤسسات والفعاليات الثورة الإلتحاق بالمبادرة كمحامي حلب الأحرار واتحاد ثوار حلب.
وعن المهمة التي ستقوم بها المبادرة يجيب أطلي: "ستكون مهمتنا عمليات مساندة للجيش الحر حيث يوجد في صفوفنا عدد من الخبراء العسكريين الذين سيقودون مجموعات عسكرية سنقوم بتشكيلها، والمرابطة في الأماكن التي يحررها الجيش الحر أو يتركها للذهاب لمعركة أخرى، ويمكن أن تكون لدينا مهمات قتالية في المستقبل".
وستقدم المبادرة عددأ من المطالب لرفعها للجيش الحر والحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني لقوى المعارضة تشمل تأمين الدعم العسكري واللوجستي للثوار بالإضافة لفتح باب التبرع للمواطنيين وأصحاب الأموال لتقديم ما يستطيعون للذود عن المدينة، بحسب أطلي.
الجدير بالذكر أن عدة مبادرات سابقة أطلقها ثوار حلب في الاشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي كمبادرة سيف حلب والتي تكللت بالنجاح لمساعدة الجيش الحر والفصائل العسكرية للتصدي لقوات النظام ومنعها من التقدم باتجاه المدينة.