أخبار الآن | الحدود التركية السورية – (جنان موسى)

بدت القصة مسألة وقت. الجميع راهن على سقوط بلدة عين العرب كوباني بيد داعش. لكن رغم كل التوقعات صمدت  كوباني المحاصرة من جميع الجهات والتي تتعرض لهجوم شرس من قبل التنظيم منذ 32 يوما. الغطاء الجوي الذي وفرته طائرات التحالف ساعد حتى الساعة المقاتلين الاكراد على الثبات والمحافظة على بلدتهم. موفدتنا جنان موسى اعدت لنا التقرير التالي الذي يوضح اهم المراحل التي مرت بها معركة كوباني منذ البداية.

المشهدُ من الحدود التركية ، هنا الحدُّ الفاصلُ بين تركيا وسوريا ، وهذه الشرطةُ العسكريةُ التركيةُ وشرطةُ مكافحةِ الشَّغْب
على الطرف الاخر من الحدود ، داخل الاراضي السورية ، يبدأ المدنيون بالفرار خوفا من داعش.
بلدة عين العرب كوباني تقصف بشكل متقطع.
هكذا كان الحالُ منذُ أسبوعين. المعركةُ من أجل عينِ العرب كوباني على وشْكِ أن تبدأ.
هجومُ داعش يبدأُ من الجهة الجنوبية. هضْبةُ مشتى النور حيثُ يقفُ برجُ الراديو لها أهميةٌ استراتجيةٌ كبيرة.
تحاولُ وَحَداتُ حمايةِ الشعبِ الكرديةُ الدفاعَ عن الهضْبة لكنهم يُضطَّرُونَ الى التراجع تحت وطأةِ القصفِ العنيفِ من قِبَل داعش.
المواطنونَ الكردُ على الجانب التركي يشعرون بالاحباط إزاءَ التطورات.
على هذا التلِّ يتابعون الهجومَ العنيفَ على المقاتلين الأكراد على الجانب الآخرِ من الحدود.
 لاجئ من مدينة عين العرب/ كوباني 

احيانا هنا على التل، تخرج المشاعر عن السيطرة.اكراد تركيا يريدون الدخول الى عين العرب كوباني للقتال،لكن القوات التركية تمنعهم وتطردهم بعيدا.  
إنه نهارُ الاثنين، بعدَ عيدِ الأضحى.
داعش يسيطرُ على هضبة مشتى النور جنوبَ المدينة. هم الآن منتشرون في الجهة الغربية ، ويشُنُّونَ هجوما عنيفا من الجهة الشرقية لاقتحام وسَطِ البلدة.
القذائفُ وأصواتُ نيرانِ الرشاشاتِ لا تتوقف.
نختبىءُ خلفَ منزلٍ على الحدود التركيةِ لأن الرَّصاصَ يمرُّ فوقَنا. داعش لا يتوقفُ عن التَّقدم.
رفعوا راياتِهم السوداءَ على هضْبةٍ رمليةٍ في الجهة الشرقيةِ من البلدة ، من هنا نستطيعُ رؤيةَ مقاتلي داعش يجلسونَ بثقة إلى جانب رايتِهم شاحناتٌ محملةٌ بالمدنين الكردِ تظهرُ قربَ الحدود.
لاجئون تمكنوا أخيرًا من الخروج من البلدة المحاصرة. السلطاتُ التركيةُ تأخذُهم إلى برِّ الأمان.
 لاجئ من مدينة عين العرب/ كوباني: " الحدودُ التركيةُ أُغلقتْ تماما . والدباباتُ انتشرتْ لتحميَ الأرضَ التركيةَ" .
معظمُ الأكرادِ داخلَ بلدةِ عينِ العرب كوباني يدعمونَ وَحَداتِ الحمايةِ الشعبيةِ أو ما يُعرفُ باليبكة،
الجناحِ السوريِّ لحزب العمالِ الكردستاني البككة. تركيا تَعُدُّ البككة منظمةً ارهابيةً ، ولذلك لا تُخفي عدمَ نيتِها مساعدةَ عدوِّها القديم.
داخل تركيا، لاجئو عينِ العربِ كوباني، ينتظرونَ في العراء، خيمةٌ تَقِيهِم حرَّ الشمس.
فر أكثرُ من مئةٍ وخمسين ألفَ شخصٍ من هجوم داعش على كوباني وهمُ اليومَ في تركيا.
ينتظرُ هؤلاءِ في أحدِ الحقولِ حتى يُجَهَّزَ المخيمُ خلفَهم.
 طفلة لاجئة من مدينة عين العرب/ كوباني: " بعد أيامٍ من هجوم داعش على كوباني، تتغيرُ المعطياتُ على الأرض.
طائراتُ التحالفِ الامريكيةُ والسعوديةُ والاماراتيةُ بدأت ضربَ مواقعِ التنظيم.
بعيونٍ مفعمةٍ بالأمل يراقبُ الأكرادُ طائراتِ التحالفِ تُحلِّقُ في الأجواء فوقَ عين العرب كوباني ، آملينَ أن تساعدَ الضرباتُ اشقاءَهم في الداخل.
نتقدمُ ركضًا نحوَ الحدود لرؤية ما يَجري داخلَ كوباني
نختبئُ من الرصاص. المعركةُ تحتدمُ وداعش يُجبَرُ على التراجع في الجهة الغربيةِ من المدينة.
في الجهة الشرقيةِ تُنزَعُ رايتُهم السوداءُ فوقَ الهضْبة.
للمرة الأولى يشعرُ الكردُ بأن دحرَ داعش عن كوباني ليس مستبعدا ، فالغطاءُ الجويُ ربما يوفرُ للمقاتلين الأكرادِ فرصةً لهزيمة داعش.

معركة كوباني.. البلدة الكردية التي رفضت الاستسلام لداعش