أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – ( فارس الفارس )

 

أدت العاصفة المطرية الّتي ضربت مخيمات الداخل السوري على الحدود مع تركيا في ريف إدلب، إلى تدمير ما يقرب من 3 آلاف خيمة بشكل كلي أو جزئي، فضلاً عن تكرار تجربة النزوح لأهالي تلك الخيام الّتي دُمرت عن طريق اللجوء لأقاربهم في المخيمات الـي تقع على تلال الهضبات في المنطقة.

وأشار مسؤول في مخيمات "الكرامة" لـ"أخبار الآن" إلى أنّ الأمطار الّتي لم تشهدها المنطقة منذ سنوات زادت من معاناة النازحين هنا، وألحقت أضراراً بالغة بخيامهم وممتلكاتهم بعد عامين من النزوح على الأقل.

وتسببت الأمطار الغزيرة في تلك المنطقة بكارثة على النازحين الذين شردوا منذ عدة أسابيع على وقع المعارك بين قوات الأسد والثّوار في ريف حماة، والّتي شردت مالايقل عن ألفي عائلة منهم، حتى الآن وهم يعانون من برد الشتاء وأمطاره.

وتُشير سيدة حموية نزحت منذ إسبوعين إلى تجمع مخيمات أطمة على الحدود تقول لـ"أخبار الآن" إنّ تلك الأمطار الّتي عادة ما تكون نعمة وخير على العباد، جاءت في هذا العام لتكون كارثة علينا نحن القاطنين تحت أشجار الزيتون فلا ساتر يحمينا من وابلها الكثيف، ولا مدفأة تقينا من برد الشتاء الذي بدأ ينخر عظامنا".

فيما كشف عضو في فريق "غراس الأمل التطوعي" الذي أحصى العائلات الحموية النازحة مؤخراً كشف أن نداءات الإغاثة الّتي وجهها الفريق للالتفات لأوضاع النازحين، لم تجد آذاناً صاغية من أحد حتّى الآن، حيث هطلت الأمطار وجلهم يفترش الأرض ويلتحف السماء، فيما ذهب البعض الآخر إلى المساجد في المخيمات وإلى خيام الأقارب.

العاصفة المطرية الّتي ضربت المنطقة لم تكُّ متوقعة على الإطلاق حيث فاقت كميات الهطول كافة التوقعات، ما أدى إلى تشكيل سيول جارفة للأتربة والحصى وتسببت بعدد من الحوادث المرروية، على الطرقات، كما جعلت حركة السير بين المخيمات والبالغ عددها ما يزيد عن 110 مخيمات شبه معدّومة بسبب تراكم كميات كبيرة من الطين والحفر.

وعلى ما يبدو فإن مشكلة الطرق العامة في تلك المخيمات ستبقى تزيد من معاناة النازحين هنا، بعد أن فشلت جميع المحاولات لتعبيد الطرقات كي تخفف على الأقل من وطأة النزوح على الأهالي وتجعل تنقلاتهم سهلة.