دبي ، الإمارات العربية المتحدة ، 06 مايو 2014 ، أخبار الآن –

تفجير مشفى العرضي الذي نفذته القاعدة في العاصمة صنعاء, والذي خلف عشرات القتلى والجرحى, لم تلتزم بعده القاعدة كما قالت بدفع ديات لأهالي ضحايا التفجير حتى الآن .
فكيف سيؤثر ذلك على القاعدة في جزيرة العرب بعد هذا الموقف, وهل سيُضعف ذلك من قوتها في بلد تسعى فيه لتثبيت أقدامها؟
التفاصيل مع أحمد الريحاوي

قاسم الريمي – أحد قيادي تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”
ذوي ضحايا تفجير العرضي مستاؤون من عدم إلتزام القاعدة بوعدها دفع الديات

في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 اقتحم أفراد مسلحون من القاعدة متنكرين بلباس عسكري مستشفى العرضي المجاور لوزارة الدفاع اليمنية في العاصمة صنعاء .
هذا التفجير الذي أعقب الإقتحام خلف 56 قتيلا غالبيتهم من الأطباء والممرضات, وأكثر من 170 مصابا .. الكاميرات داخل المشفى صورت الهجوم الدموي وأظهرت بشاعته خاصة في اللحظة التي أجهز فيها مسلح من القاعدة على مجموعة مرضى وألقى عليهم قنبلة .
هذه الجريمة التي أثارت إستياء الشارع اليمني وإستياء كل من شاهد الفيديو الذي نشر لاحقا, خرج بعدها قاسم الريمي أحد قيادي القاعدة ببيان مصور بث على الإنترنت يعتذر فيه عن هذا الهجوم ويقدم فيه تعازي التنظيم لذوي الضحايا.. كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته .
حاولت القاعدة إحتواء المشهد بهذا الإعتذار الذي لا يعيد أي قتيل لأهله ولايُصلح ما أفسده التنظيم خلال مئات الهجمات الإرهابية المماثلة .
الريمي قال في بيانه إن التنظيم إضافة إلى إعتذاره إنه جاهز سيعوض ذوي الضحايا من خلال دفع الديات لهم .

القاعدة تخطط,, ترسم الهدف,, تنفذ جرائم وهجمات بحق الأبرياء,, ثم تخرج وتعتذر وتعد بدفع مبالغ مالية لأهالي  من قتلوهم وبدم بارد,, وتتوقع أن ينتهي الموضوع هنا .
اليوم وبعد خمسة أشهر على وقوع تلك الجريمة لم يلتزم تنظيم القاعدة بما وعد,, لم يدفع الديات كما قال, وهو أمر لم يستغربه أهالي الضحايا, الذين حاولوا إعطائها فرصة إيفاء وعدها .
توجهنا إلى أهالي الضحايا لنسألهم إن كانوا فعلا حتى اليوم إستلموا ديات قتلاهم من القاعدة,, لنستمع لبعض منهم .

ذوي ضحايات تفجير العريضي مستاؤون من عدم إلتزام القاعدة بوعدها دفع الديات
========
إذا لم يلتزم تنظيم القاعدة بما وعد من دفع الديات لأبناء اليمن بعد قتله لهم بلا رحمة وبشكل متعمد, والناس على الرغم من إعطاء التنظيم فرصة للدفع إلا انهم شبه واثقين بأن التنظيم لن يدفع .
أسلوب جديد تتبعه القاعدة ولو بالتصريحات فقط (تنفيذ الهجمات والإعتذار عنها والوعد بدفع دية لذوي الضحايا), لكن القاعدة فشلت في محاولة الظهور بمظهر العادل ومحاولة جر الرأي العام نحو التغاضي عن أفعالهم السابقة وتناسي ما يفعلون من هجمات إرهابية ومن قتل لنفوس بريئة .
الأهم من ذلك أن القاعدة أيضا لم تلتزم بالقواعد الشرعية والعادات القبلية بدفع الديات, فكيف لها أن تقنع الرأي العام بأنها منهم وأنها عادلة وتتراجع عن أخطائها, في وقت تسعى فيه أن تبقي على مظهر القوي والمسيطر .
يرى كثير من المراقبون أن مجرد إعلان القاعدة عزمها دفعة الديات هو بداية خلل وتضعضع في موضع قدم قوي لها اليمن, ويتساءل كثيرون كيف ستدفع القاعدة الدية؟ ومن الممكن أن يفتح ذلك بابا عليها في أماكن أخرى فجرت فيها وقتلت الأبرياء, فهي لاتستطيع إحصاء الضحايا الذين يسقطون بسببها إرهابها على أقل تقدير, أضف إلى ذلك أنها لاتفرق في هجماتها بين بريء وغيره .