أخبار الآن | دمشق – سوريا (سوزان أحمد):

في حين تبقى دمشق في مرمى نيران قوات النظام والفصائل العسكرية المعارضة، يعاني قاطنوها من أوضاع إنسانية صعبة يزيدها سوءا خطر الموت بالقذائف العمياء مجهولة المصدر. “أنا ضد استهداف دمشق بالهاون كونه سلاح عشوائي لا يميز بين مدني أوعسكري” تقول جولييت أحد سكان دمشق.

وترى الشابة الدمشقية أن المستفيد الوحيد من قصف دمشق هو النظام السوري، حيث لوحظ عدم استهداف المدينة عندما يكون هناك مسيرات مؤيدة أو عندما يقوم رموز النظام بجولات أو زيارات ميدانية بما فيهم الأسد أو زوجته، “لماذا لا تنزل القذائف علينا أثناء المسيرات المؤيدة أو عندما تقوم أسماء الأسد بزيارة مركز ما!”

وتضيف جولييت في حديث لأخبار الآن “لم نعد نعرف من الذي يقذفنا بالهاون، إلا أني أعتقد أن النظام استغل فديوهات تبنّي الفصائل المسلحة استهداف دمشق، وبات يلصق التهمة بهذه الفصائل حتى وإن كانت فعلته هو.” وتتمنى أن يكون استهداف المناطق الأمنية وسط العاصمة دقيقا بحيث لا يودي بحياة أبرياء، وأنه ينبغي على الفصائل العسكرية نفي قيامها بالقصف رسميا في حال لم تكن مسؤولة عنه.

يذكر أن المركز السوري للإحصاء والبحوث وثق اسم أكثر من مئة مدني قضو في القذائف المجهولة المصدر وسط العاصمة منذ منتصف العام الماضي، وأشار أن العدد يقارب 250 قتيلا مع الأشخاص الذين لم تعرف أسماؤهم.   

من جهته يؤكد عبد الله الشامي مدير المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام (أحد الفصائل العسكرية المعارضة العاملة في محيط دمشق)، أنهم يستهدفون مقرات قوات النظام والمليشيات العراقية الداعمة له وسط العاصمة ويتأكدون من دقة الإصابة عبر استخدام راصدين بالقرب من الهدف.

ويضيف الشامي في حديثه لأخبار الآن “نقصف المربعات الأمنية بصواريخ تصل دقة إصابتها لمسافة 50 متر، بحيث نضمن عدم وجود تجمعات مدنية بالقرب من الأهداف المحددة؛ فقاطنو دمشق أهلنا ونحن نعمل على حمايتهم ووقف الظلم والقتل في البلاد.”

ويشرح أن الدافع لقصف نقاط داخل دمشق هو إرباك النظام والضغط عليه “يشن النظام حملة شرسة على بلدات الغوطة الشرقية ويقصفها بكثافة، فنحاول الضغط عليه لوقف هذه الحملة من خلال استهداف مراكزه الأمنية، وإلحاق الخسائر في صفوفه.”

ويختم الشامي حديثه بنبرة واثقة “ثورتنا هي ثورة ضد الظلم ونحن نعمل على إيقاف إجرام نظام الأسد، ورغم الحصار وضعف إمكانياتنا نبذل جهدنا في أن لا نظلم أحدا، وأن يكون سلاحنا موجه ضد كل طاغية أو ظالم على أرضنا.”

يذكر أن دمشق شهدت يوما داميا في آواخر شهر نيسان/أبريل، حيث قتل 16 شخصا وجرح عشرات المدنيين جراء سقوط قذائف هاون على مدرسة شرعية في حي الشاغور وسط العاصمة دمشق!.