جنوب السودان، 25 ابريل 2014، وكالات –
                         
هدد مجلس الامن الدولي أمس باتخاذ “اجراءات مناسبة” ضد المسؤولين عن التجاوزات في جنوب السودان وخصوصا في مدينتي بنتيو شمال وبور شرق، في اشارة الى امكانية فرض عقوبات محددة الاهداف.             
وفي اعلان صدر بالاجماع بلهجة حازمة، اعرب الاعضاء الخمسة عشر في المجلس عن مشاعر الغضب امام المجازر في جنوب السودان. وكان مسؤول في الامم المتحدة وصف الاسبوع الماضي بالاكثر سوادا في تاريخ جنوب السودان بعد مقتل العشرات بأعمال عنف.
             
وكانت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان اعلنت الاثنين عن مقتل مدنيين بعد سيطرة المتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار على مدينة بنتيو النفطية. ووفق بعثة الامم المتحدة “قتل اكثر من 200 مدني وجرح 400 آخرون” في مسجد المدينة الرئيسي.
             
وفي 17 نيسان/ابريل، قتل 48 لاجئا مدنيا على الاقل في قاعدة اممية وجرح 100 آخرون، وفق الامم المتحدة.
             
وبعد اجتماع طارئ مساء الاربعاء، لوح الاعضاء الـ15 في مجلس الامن الدولي باتخاذ “اجراءات مناسبة” ضد المسؤولين عن الانتهاكات، في اشارة الى اللجوء لعقوبات محددة الاهداف عادة ما تكون تجميد ارصدة او منع سفر.
             
وبحسب رئيسة المجلس السفيرة النيجيرية جوي اوغوو فان الهدف من البيان هو “توجيه رسالة من دون غموض”.
             
واعرب اعضاء مجلس الامن عن “حزنهم الشديد لعمليات القتل المنظمة ضد المدنيين على اساس اتنيتهم، فضلا عن ملاحقة واعدام المدنيين في اماكن آمنة، من بينها مسجد وكنيسة ومستشفى، واستخدام محطات الاذاعة للتحريض على الكراهية والعنف الجنسي”.
             
وطلب مجلس الامن مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي لاطلاق تحقيق في مجزرة بنتيو.
             
واسفرت المعارك التي اندلعت في 15 كانون الاول/ديسمبر في جوبا قبل ان تمتد الى مناطق اخرى عن مقتل الآلاف، كما اجبرت عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم ليبحثوا عن ملاجئ لهم في قواعد الامم المتحدة.
             
ودعا مجلس الامن كل من الرئيس سلفا كير ومشار الى التصريح علنا عن رفضهما لاي اعتداء ضد المدنيين، والتعهد بمعاقبة المسؤولين عن العنف، والعودة الى طاولة المفاوضات.
             
ومن المفترض ان تبدأ جلسة جديدة من المفاوضات في اديس ابابا في نهاية نيسان/ابريل. وكان الطرفان وقعا اتفاقا لوقف اطلاق نار في 23 كانون الثاني/يناير في العاصمة الاثيوبية، ولكنه لم يطبق على الارض. 
             
وبالنسبة لمدير عمليات حفظ السلام التابعة لامم المتحدة هيرفيه لادسوس لا يبدو ان الطرفين جاهزان لوقف القتال. الامر الذي وافقت عليه السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنثا باور التي اعتبرت ان اتفاق وقف اطلاق النار يبدو “التزاما بمواصلة القتال”.
             
وخلال اجتماع مجلس الامن دعت باور ونظيرها الفرنسي الى فرض عقوبات ضد الذين يقفون في طريق عملية السلام والمسؤولين عن اعمال العنف.
             
وميدانيا، قال المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانغ في بيان انهم سيطروا على مدينة رينك القريبة من الحدود مع السودان، ويتقدمون باتجاه حقول نفطية.
             
الا ان المتحدث باسم الجيش الحكومي فيليب اغوير صرح لفرانس برس ان مزاعم المتمردين هي اكاذيب، وان الاشتباكات التي جرت مؤخرا ادت الى “هزيمة” المتمردين بشكل تام وأجبرتهم على “القفز في النهر والفرار الى الصحراء او باتجاه السودان”.
             
وكان كير اقال الاربعاء الجنرال جيمس هوتماي من منصبه كرئيس لاركان جيش جنوب السودان. ولم يقدم اي سبب رسمي للقرار، الا ان بعض المصادر اشارت الى الهزائم الاخيرة للجيش في شمال البلاد.