أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد):
بعد انطلاق معركة الساحل وتحقيقها انتصارات كبيرة لصالح المعارضة المسلحة، تعالت أصوات كثيرة تدعو لفتح جبهة دمشق من أجل حسم الأمور وقلب الموازين في معقل النظام السوري..
إلا أن النظام حاول استباق الأمور، فبادر لشن حملة عسكرية شرسة مطلع الشهر الحالي (نيسان/أبريل) على بلدة المليحة التي تعتبر الطريق السريع الواصل لقلب العاصمة من جهة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك لخشيته من الزحف العسكري من جهة الغوطة.
ويرى ناشطون أنه لابد من معركة دمشق لأنها ستكون معركة حاسمة وقاسمة لظهر النظام بالرغم من أنها ستكون سلاحا ذو حدين. ويعتقد الناشط أبو حمزة والمقيم في مدينة دمشق، أن الحماس والشجاعة لا يكفيان لبدء المعركة حيث ينبغي على جميع الفصائل المسلحة التي ستشارك بها أن تخطط جيدا وأن لا تستهتر بقوة النظام، لأن الفشل سيجهض الثورة.
وفي حديث لأخبار الآن يؤكد أبو حمزة أهمية معركة دمشق فيقول: “فتح جبهة دمشق سيربك النظام ويخفف الضغط عن المناطق المشتعلة الأخرى وأهمها حلب والساحل، عدا عن أثرها الكبير في إحباط معنويات جنود النظام.”
“ستكون المعركة صعبة جدا على مدينة مكتظة مثل دمشق التي تحوي ما يزيد على ثمانية ملايين نسمة بين سكان ولاجئين، ما ينذر بخسائر بشرية كبيرة في حال الفشل لا قدر الله”.. يضيف أبو حمزة.
ويتحدث بنبرة واثقة عن مدى الجاهزية في دمشق قائلا: “يوجد الكثير من الكوادر البشرية الجاهزة للمساعدة بمختلف المجالات الإغاثية والطبية والإعلامية وحتى العسكرية، فالكثير هنا عاشوا مقهورين في ظل سيطرة النظام وينتظرون الفرصة السانحة لرد الصاع له”.
ولا يخفى على أحد أنه بعد ثلاث سنوات من محاربة النظام وترقب معركة دمشق، بدأ الكثيرون يفقدون إيمانهم بقدرة الجيش السوري الحر على الوصول إلى دمشق وهزم النظام في “عقر داره”.
في هذه الغضون يؤكد محمد أبو عدي الناطق باسم فيلق الرحمن، أن معركة دمشق هي من أهم المعارك لإسقاط النظام وأنها توأم معركة الساحل ولا تقل عنها أهمية.
ويتحفظ أبو عدي في حديثه عن كثير من التفاصيل بهذا الخصوص إلا أنه يفصح عن أن خيار فتح جبهة دمشق مطروح على الطاولة ويتم التحضير له بالتعاون مع العديد من التشكيلات العسكرية، وأنه سيكون العمل العسكري “الأضخم” على حد تعبيره.
ويقول في حديثه لأخبار الآن: “الإعلان عن معركة دمشق يثير جنون النظام حتى أنه قصف بشكل جنوني المناطق المدنية في الغوطة الشرقية، وذلك لإدراكه أنها ليست مجرد حرب نفسية بل هي حرب حقيقية”.
ويرى أبو عدي أن الحملة الأخيرة التي تشنها قوات النظام على المدنيين في الغوطة الشرقية ليست استباقا لمعركة دمشق وإنما ردا يائسا من النظام على خسائره في معركة الساحل.
ويختتم أبو عدي حديثه بالقول بنبرة واثقة: “ستكون المعركة خاطفة في حال بدأت وذلك حرصا على دمشق وقاطنيها، وسنبقى صامدين ومستعدين”.