تقوم قوات النظام يوميا بالسماح لبعض السيارات التي تحتوي مواد غذائية منتهية الصلاحية أو على وشك الانتهاء بالدخول إلى الغوطة الشرقية لبيع محتوياتها، وغالبا ما تكون تلك السيارات المحملة بالخضراوات والفواكه قادمة من الساحل السوري، حيث تقوم ببيع تلك الخضراوات بمبالغ خيالية، فعلى سبيل المثال يبلغ ثمن كيلو البطاطا 700 ليرة بينما لا يتجاوز سعرها في دمشق 40 ليرة وسعر كيلو البندورة 600 ليرة بينما يبلغ سعر الكيلو منه داخل دمشق 70 ليرة. وبما أن أغلب أسواق الغوطة الشرقية تعاني تضخما واضحا ونقصا كبيرا، فلا تنتظر تلك السيارات خمس دقائق لتباع محتوياتها وبالسعر المطلوب. يقول “أبو سامر” من أهالي الغوطة الشرقية: “قمت بصرف جميع الأموال والذهب الذي كنت أدخره ولا يوجد أي عمل هنا ولا نستطيع الخروج من هنا بسبب حصار قوات النظام. ما فائدة أن ينزل سعر المواد الغذائية مستقبلا إذا لم يكن بأيدينا نقود نشتري بها كما يقول المثل الجمل بليرة وما في ليرة”.


مقتنيات
 المنازل مقابل الطعام ..

الجوع الشديد الذي يعاني منه المدنيون المحاصرون في الغوطة الشرقية جعلهم يقومون ببيع كل ما يمتلكونه من معادن نفيسة أو أدوات كهربائية وبأسعار بخسة من أجل سد رمقهم ورمق أطفالهم وشراء بعض الخضراوات والرز والطحين، وأصبحت المواد تباع بالقطعة وتم الاستغناء عن وزن الكيلو.


الحقائب
 السوداء ..

الحقائب السوداء بدأت تنتشر داخل الغوطة الشرقية بكثرة، فانخفاض سعر صرف الدولار عشرين ليرة عن سعره داخل دمشق وانخفاض سعر غرام الذهب 700 ليرة، دفع التجار المدعومون من النظام إلى سحب تلك الأرصدة من العملات الصعبة والذهب محققين بذلك أرباحا طائلة وبكلفة بسيطة ومحققين للنظام دعما إضافيا لاقتصاده المتهالك منذ بداية الثورة السورية. يقول “أبو أحمد”: “كنت أوفر مبلغا من المال قمت بتحويله للدولار بسبب انهيار العملة لكننا تفاجئنا بانخفاض سعر الدولار عن سعره في مدينة دمشق، أقوم كل ثلاثة أيام بصرف 100 دولار وكل مرة اخسر 2500 ليرة”.