هنا على بعد أمتار قليلة من أماكن تمركز قوات الأسد في حي الإذاعة بحلب تعيش أم سمير وحيدة في بيتها الذي يطل مباشرة على قناصة قوات النظام. أم سمير تبلغ من العمر 77 عاما ً من مواليد الجزائر وهي حفيدة الأمير محي الدين، الأبن البكر للأمير عبد القائد الجزائري وهو أحد رموز مقاومة الإحتلال الفرنسي للجزائر ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.

لم يسلم منزل أم سمير من استهداف قوات النظام حيث كانت غرفتها مليئة بثقوب الطلقات المتفجرة التي أطلقها قناص حي الإذاعة، ولا من القذائف عندما كنا في ضيافتها.. تقول أم سمير: “ذات مرة استهدف منزلي بقذيفة كما رأيت فسقطت أجزاء من السقف ولكني لم أكن في تلك الغرفة حينها ودائماً يستهدف منزلي ولكن لم يستطيعوا اصابتي”.

عملت أم سمير في السفارة السويسرية في الرياض بعد أن كانت مسؤولة عن المكتبة الوطينة في دمشق حيث أطلعتنا على صورة لها هناك تجمعها مع رئيس الجمهورية السورية آنذاك ناظم القدسي، دون ان تخفي رأيها السياسي بحقبة الـ 40 عاماً التي حكم بها سوريا آل الأسد، وتضيف أم سمير: “لا يوجد أغلى من الوطن فماذا قدم حافظ الأسد وابنه لسوريا؟ لم يقدموا شيئا، مات الشعب ماتت سوريا على زمانهم سوريا انتهت”. وبرأي أم سمير أن نصر الثورة السورية تأخر بسبب محاولة النظام جرها باتجاه طائفي.. “بالنسبة لي أصل الدين المعاملة فأنا قد تعايشت مع الإسلام واليهود والمسيحيين والفرنسيين والانكليز، نحن لا نشتم أحد ولا يوجد لدينا أعداء الحمد لله”.

تبقى أم سمير هنا منتظرة انتهاء الحرب وعودة ابنها الوحيد من كندا والذي لم تكلمه منذ ما يقارب العامين عندما انقطعت الاتصالات عن الحي، تبقى وحيدة في شارع خلا إلا من الثوار الذين يطمئنون عليها من فترة إلى أخرى ويأمنون بعض حاجياتها رافضة كل دعوات النزوح.