اليمن، 31 مارس 2014، صحيفة الحياة –

وأشار الرئيس اليمني إلى أن إيران لا تزال تتدخل في الشأن اليمني الداخلي، سواء بدعمها للحراك الانفصالي أو لبعض الجماعات المتشددة في الشمال، مطالبا طهران بمراجعة سياساتها الخاطئة تجاه اليمن. وأشاد هادي بالدور الذي لعبته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في إخراج اليمن من محنته، مؤكداً أن “أمن المملكة هو من أمن اليمن، وأمن اليمن هو من أمن المملكة”. 

وفي حديثه لصحيفة “الحياة” على هامش مشاركته في القمة العربية التي عقدت في الكويت مؤخراً، قال الرئيس اليمني: “لا توجد لدينا أي رغبة في التصعيد مع طهران، لكننا في الوقت ذاته نأمل بأن ترفع يدها عن اليمن، وتعمل لإقامة علاقات أخوية وودية، وتتوقف عن دعم كل التيارات المسلّحة والمشاريع الصغيرة”. وعن دعم السعودية ودول الخليج بلاده، قال عبد ربه: “لا تستطيع أي كلمات نقولها أن تفي حق أشقائنا في المملكة العربية السعودية وفي المقدمة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فما قدّموه لليمن في الفترة الماضية كان له الدور الأكبر في انتشال اليمن من أزمته والخروج به من محنته، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية أو العسكرية”.

وأضاف هادي: “لولا هذا الموقف الأخوي الكبير من أشقائنا في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، لما حقق اليمنيون هذا النجاح الكبير في التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني. ونأمل من أشقائنا استمرار دعمهم لليمن بالروح ذاتها التي عهدناها منهم في الفترة الماضية”. ودعا اليمنيين إلى تفهّم حاجة البلاد لاستخدام الضربات الجوية التي تنفّذها طائرات بلا طيار “للحد من تحركات تنظيم القاعدة ونشاطه وهي ساهمت في شكل كبير في ذلك، رغم الأخطار المحدودة التي حدثت والتي نأسف لها”. وأشار الى ان استخدام الطائرات الحربية اليمنية في مهاجمة “القاعدة” أدى إلى “خسائر أكبر بكثير”. وأعرب عن ارتياحه إلى ما حققته المرحلة الأولى من عملية إعادة هيكلة الجيش والتي “نجحت في نزع كل فتائل الانفجار والصراع داخل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى… ويمكن القول انه لم يعد هناك مجال لحضور سياسي أو حزبي في أوساط الجيش” الذي “تحرر إلى الأبد من أي هيمنة مناطقية أو قبلية أو عائلية”.

ونفى الرئيس اليمني أن يكون تنظيم “القاعدة” نجح في اختراق الأجهزة الأمنية التي “تتعافى شيئاً فشيئاً”، ونبّه إلى أن المركزية أضرت باليمن وكادت أن تدمّر وحدته، معتبراً ان نظام الأقاليم سيحفظ وحدة البلاد وسيؤدي الى الاستقرار والازدهار. وأضاف: “تجنّبنا مقترح الإقليمين في لجنة الأقاليم استجابة لمطالب كثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية وبالذات في الإقليم الشرقي”، مشيراً الى “المكاسب التي تحققت للمواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية”. وأكد الرئيس اليمني أنه لا عودة عن خيار الحوار لبناء الدولة اليمنية الحديثة: “سنتجنّب بمقدار ما نستطيع اللجوء الى القوة ولكن على جماعات العنف أن تَحْذَر من غضب الحليم”.