لبنان، 31 مارس 2014، وكالات –

“إلى كل عنصري إرحل”، هكذا استبدل أحد الناشطين عبارة “إلى كل سوري إرحل”، والتي كانت مكتوبة على جدار من جدران بيروت، من جانب أحد الناشطين، التي استفزّته العبارة، وقرّر أن يشطبها ويعدّلها كي تليق بـ”لبنانيته”.
وكان ناشطون لبنانيون أطقلوا في الحادي والعشرين من الشهر الجاري ، وهو اليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري ، أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة داعمة للاجئين السوريين، تحت عنوان “#لا_للعنصرية”، رفضاً لكل محاولات التضييق والعنف التي تطال السوريين، ورفضاً لكل الخطابات السياسيّة العنصريّة، وما يرافقها من تحريض إعلامي.
 كما تصف صفحة “الحملة الداعمة للسوريين في وجه العنصرية”، الحملة التي أطلقتها عبر موقع “فايسبوك”، والتي لا تزال تحصد تضامناً واسعاً من جانب اللبنانيين، اليوم.
وشارك، حتى اليوم، نحو 79 شخصاً في هذه الحملة ، عبر مشاركة صورتهم ، وهم يحملون ورقة يكتبون عليها رسالتهم إلى العنصريين، أو إلى اللاجئين السوريين، لتعود الصفحة وتـَنشرَها وتشاركها مع متابعيها، الذين يتجاوز عددهم العشرة الاف متابع .
وانتقد بعض الناشطين تصريحات الوزير اللبناني السابق نقولا صحناوي، وزميله في”التيار الوطني الحرّ” المهندس زياد عبس، الأخيرة، اللذين طالبا خلال مؤتمر صحافي، “شحن” السوريين إلى بلادهم، وظهرت الانتقادات في الصور التي أرسلها الناشطون إلى الصفحة.
وكتب سلام كبول: “مرة في واحد سوري. رفع راسي وراسك”. أما غسان صالح فكتب: “90 في المئة من بيوتنا عمّروها سوريون! كمّل عنصريتك وفلّ من بيتك”. وكتبت ليال حداد نخلة: “اغفروا لنا ما تصنعه عنصرية بعضنا”، أما عمر كبول فكتب: “مرة واحد حمصي انتفض لكرامته قبلِك وقبلَك”.
وقالت الناشطة لونا صفوان، في اتصال مع “الحياة”: “أحببت المشاركة في هذه الحملة، لإيصال وجهة نظري إلى اللبنانيين والسوريين. فيمكن للوزراء والنواب التعبيرعن وجهة نظرهم من خلال عقد مؤتمرات صحافية، للتحدّث عن اللاجئين السوريين. أما نحن، فليس لدينا منبر، وهذه الحملة هي بمثابة منبرنا”. وأضافت لونا: “من الممكن أن ننزل إلى الشارع إذا تصاعد الخطاب العنصري، إذ ستكون هناك حاجة الى ممارسة ضغط معين، ليصبح هناك نوع من الاحترام للاجئين السوريين”. 
أما الناشط سلام كبول، فأكّد أن “السبب الأساس في مشاركتي في الردّ على الهجمة العنصرية التي يتعرّض لها اللاجئون السوريون، سواءً كانت من جهات سياسية أو مدنية، والأهمّ الوقوف في وجه بعض الوسائل الإعلامية، التي تتبنى الموضوع، وتساعد في نشره”. وأضاف: “من المُعيب التمييز ووضع مجموعة معينة في خانة العنصرة. هذه مشكلة لا تكمن مع اللاجئيين السوريين فقط، بل هي موجودة مع كل الجنسيات العاملة في لبنان”. أما في حال استمرار هذا الخطاب، فيؤكد سلام أن “الحملة ليست افتراضية، والتصعيد والمواجهة خياران، واردان دائماً! فالنزول إلى الشارع هو أمر مطروح طبعاً، ولكنه ليس الخيار الأول”.
والجدير بالذكر أن جمعية “سوا فور سيريا”، أو “سوا من أجل سورية”، تنظم ليل السبت المُقبل حفلة لفرقة “مشروع ليلى” اللبنانية، يعود ريعها إلى اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، الذين تهتمّ بهم الجمعية منذ لجوئهم إلى لبنان.