دبي، الإمارات العربية المتحدة،  ٢٤ مارس 2014،( آسية عبد الرحمن، أخبار الآن) –

ما بدأ في عام ٢٠٠٤ مجرد حراك احتجاجي في مدينة صعدة شمال اليمن مطالبا بترخيص حزب سياسي، وتوسيع قاعدة الحريات الدينية تحول مع الوقت إلى تمرد مسلح يسعى إلي التوسع لتجاوز حدوده الجغرافية التي انطلق منها ليخوض نزاعات مسلحة ويستعدي عددا من القبائل والجهات السياسية حالما بأكثر بكثير من سقف مطالبه قبل عشرة اعوام.

الأجندة الإيرانية والمنفذ البحري..
بدأت علاقة الحوثيين بإيران منذ منتصف التسعينيات حين سافر بدر الدين الحوثي وابنه حسن إلى إيران مدعيا ان ابنه الحسن هو الحسن اليماني الممهد لظهور المهدي المنتظر وساهمت تلك الدعاية في عودة الحوثي الإبن مشحونا بكثير من الأفكار التي عززها التقارب الفكري بين الطرفين الحوثي والإيراني رغم الخلافات التي قد تكون جذرية حول بعض القضايا العقدية في المذهبين الشيعيين.
لكن السنوات التي تلت تلك العودة للحسن الحوثي من إيران كانت إيذانا بعمل ميداني مسلح يستهدف السيطرة على أكبر رقعة جغرافية في الجمهورية اليمنية، وحتى بعد مقتل الحسن الحوثي فان قادة ميدانيين آخرين بزعامة أخيه عبد الملك الحوثي واصلوا النهج الذي بدأه الحسن الحوثي ولعل المواجهات الأخيرة مع قابل حاشد وأرحب ومسلحي التجمع اليمني للاصلاح والمظاهرات المسلحة والتهديد بالسيطرة على صنعاء ليست سوى مظهر من ذلك المخطط الذي ينفذه الحوثيون بدعم مباشر من إيران.
وخلال المحادثات التي استمرت أشهرا برعاية خليجية وأممية وتوجت بمخرجات الحوار الوطني الذي أعلن بمجوبه عن جمهورية اليمن الاتحادية بعد تقسيمها إلى ستة أقاليم، كانت المشاركة الحوثية باهتة بل ومعطلة في عدد من مراحل الحوار، وكانت الضربة قاضية للحوثيين حين حرمهم التقسيم الفيدرالي للأقاليم من منفذ بحري طالما حلموا به ليكون خط الامداد مع إيران مفتوحا لهم.
فقد ضمت مدينة صعدة الى اقليم آزال الذي يضم العاصمة صنعاء وقطع بذلك الطريق أمام الحلم الحوثي.

صناعة الاعداء..
الأشهر الأخيرة شهدت توسعا غير مسبوق لجماعة الحوثيين مستغلين حالة التذبذب التي يعيشها المشهد السياسي اليمني، فبدأت المواجهة مع قبائل حاشد التي يتزعمها آل الأحمر، وكانت النهاية باتفاق سمح لمسلحي الحوثيين بالتنقل باسلحتهم وعتادهم في المناطق التي تسيطر عليها قبائل حاشد.
ثم لم تكد الحرب تضع أوزارها حتى اندلعت المواجهات مع قبائل أرحب ثم مع مسلحي التجمع اليمني للاصلاح٫ ويدور حديث على نطاق واسع بين اليمنيين عن انتشار واسع للشباب الموالين للحوثي في أحياء صنعاء تمهيد لأي إشارة من قائدهم.
ولكن اللافت في كل هذه التحركات العسكرية هي انها صنعت للحوثيين اعداء جددا وأظهرت حقيقة السعي الإيراني لايجاد موطئ قدم ثابت في اليمن الذي يعد البوابة الجنوبية لمنطقة الخليج.
ولكن الرفض الكبير والذي ترجم في مواجهات مسلحة من عدد من الفاعلين في المشهد السياسي والعسكري اليمني دليل على عدم الترحيب بالمشروع الإيراني في اليمن السعيد.