تونس ، 21 مارس 2014 ، وكالات –

 في الذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي طالب العاطلون عن العمل في بلدة تطاوين بالمزيد من الإجراءات لحكومية لتنمية الجنوب.

كان عدد من أهالي البلدة الواقعة في جنوب تونس بدأوا اعتصاما في وقت سابق من مارس آذار للمطالبة بمزيد من التنمية وفرص العمل في المنطقة.

فيما نصب عشرات الشبان خياما في تطاوين انتشرت في أرجائها أعلام تونس ولافتاتُ الاحتجاج.واتهم شاب من المعتصمين في المخيم يدعى علي بوشناق الحكومة بالرضوخ لسيطرة رجال الأعمال.

 وقال “نشوفوا في الدولة مجرد ديكور ومجرد دمى يحركون فيها الشركات العملاقة. هذه ما عندها حتى كلمة. اللي تقوله الشركة هذاك هو اللي يمشي.” وتمر تونس في الوقت الراهن بمرحلة انتقالية من المقرر أن تجرى خلالها انتخابات نيابية وتشكل حكومة جديدة. وستواجه الحكومة المنتخبة مجموعة من التحديات منها إصلاح الاقتصاد وخفض عجز الموازنة والتصدي للاستياء الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة.

 وذكر شاب في مخيم الاعتصام أن مطالب المحتجين مشروعة. وقال طيب ميلودي “نحن لا نتسول ولكن نريد حقوقنا التي في أرضنا. نحن لا ندعو للجهويات و لا ندعو الى شيء يثير الغرابة أو الفتنة.”

 بدأ الاعتصام في العاشر من مارس آذار في أعقاب تعديلات أجريت في اللحطة الأخيرة على مشروع غاز الجنوب الضخم. وكانت حكومات سابقة قد وعدت بنقل الغاز الطبيعي من حقول مختلفة في أقصى جنوب تونس إلى مصنع في مدينة تطاوين لكن الحكومة الحالية غيرت فجأة مسار الغاز الأمر الذي من شأنه أن يقضي على خطط لتشغيل آلاف من سكان المنطقة.

 وقال رشاد عبد اللطيف الناشط في إحدى منظمات المجتمع المدني “تنجم تكون التكلفة أكبر شوية (للمسار الأصلي للغاز) لكن في المقابل ثمة تنمية جهوية.. تنمية جهات محرومة. تحقيق هدف من أهداف الثورة وهذا ماهوش غالي.. 100 مليون أو 50 مليون دينار (تونسي) ماهيش حاجة كبيرة بش تحقق الشيء هذا.”

 ولا يدعم الاتحاد التونسي للشغل الاعتصام في تطاوين ولا يرفضه. ولكن كمال عبد اللطيف الكاتب الجهوي لاتحاد الشغل ذكر أن المعتصمين يحق لهم المطالبة بعمل وأن الحكومة ينبغي أن تلتزم بالتعهدات السابقة.

 وقال “بعد نضال دام ثلاث سنوات توصلنا إلى اتفاق مع وزارة الصناعة وحكومة سي مهدي جمعة تعطي المحطة لتطاوين التي تنجم توصل زوز ملايين (مليونين).. زوز ملايين ونصف متر مكعب في اليوم وهذا يمكن تطاوين من صناعة.. من تنمية فعلية.. من صناديق تعتني بجميع الأمور على مستوى الشباب.. الثقافة.. الرياضة.. وعلى مستوى تهيئة البنية الأساسية.”

 وأضاف “نضالنا الفعلي يجب أن يكون على الحزمة هذه من المشاريع اللي ممكن بش تستوعب نسبة من اليد عاملة في الجهة اللي هي فيها بطالة مرتفعة.. يمكن توصل إلى 2000 أو 3500 موطن شغل. إن شاء الله في المشاريع القادمة اللي هم ثمة ثمانية أو عشرة معامل متاع جبس.. معامل متاع سيمان (أسمنت).. معامل متاع ياجور (طوب) ومناطق صناعية في 135 هكتار.”

  وعاد الاستقرار السياسي إلى تونس في أواخر العام الماضي وتتولى حكومة مؤقتة معظم وزرائها من التكنوقراط تصريف الأمور حاليا لحين إجراء الانتخابيات في وقت لاحق هذا العام.  ولا تزال تونس تواجه أعمال العنف المستمرة من جانب متشددين إسلاميين أعلن زعيمهم الولاء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.