دمشق، سوريا، 21 مارس، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –

نفوس مرهقة أثقلتها الحرب بألم الفقد والنزوح والخسارة تتوق للحنان والدعم والشعور بالأمان، هكذا بات حال السوريين على مدى ثلاثة أعوام من القصف والاعتقال والتهجير.

ولطالما كان لكلمات التودد والملاطفة التي اعتادوا الترنم بها في حياتهم اليومية ظلا لطيفا يزين علاقاتهم الاجتماعية، ولنا أن نتخيل كيف يكون أثر مثل هذه الكلمات حين تنزل كقطرات المطر الندية على الأرض اليابسة.

ففي أوقات الأزمات، تتوق الروح للدفء وللشعور بالأمان برفقة أشخاص ثقات محبين، ولكن تظهر الحاجة للحذر من الوقوع في حبائل الكاذبين لا سيما أنه في زمن الحروب والثورات ترتخي الضوابط وتكثر الضغوط النفسية، بحسب أخصائيي علم النفس.

قد يكون خلق أجواء عاطفية وسيلة هرب من الألم والمعاناة اليومية، يحاول من خلالها الشباب تحدي واقعهم والشعور بإنسانيتهم ووجودهم كما ترى الشابة الدمشقية رانية المصري.

وتتحدث المصري لأخبار الآن عن الفهم الخاطئ للحرية فتقول: “كثير من الشباب مستهترون لم يقدّروا أو يفهموا معنى الحرية بهذه الأمور، ما نزال في مرحلة هزّ القيم ونفض الغبار عن العادات والتقاليد البالية”.

وترى الشابة ندى أن الثورة خلقت جوًا للتقارب بالرغم من استغلال البعض له فتقول: “هناك أناس استغلوا الظرف الحالي وحاولوا إقامة علاقات شخصية مبنية على الكذب والخداع، ولكن في المقابل ظهر الحب الصادق بين أشخاص عاشوا أسوأ أوقات حياتهم وأثبتوا للعالم أن إرادة الحياة أقوى من آلة الحرب”.

وتتحدث ندى عن ارتباطها في ظل الثورة قائلة: “الحب في زمن الثورة أمر مختلف، فهو يعلمك الصبر والنضال ويمنحك القوة وراحة البال لتستطيع المتابعة”.

ويوافقها الرأي الناشط طارق المحمد الذي تزوج منذ قرابة الشهرين قائلا: “بالرغم من تكريس وقتنا للنشاط الثوري إلا أن هناك مكان للمشاعر، هناك حاجة لوجود شخص مقرب تشاطره همومك وإنجازاتك ويتحمل معك المخاطر”.

ويضيف المحمد لأخبار الآن عن سهولة عملية الارتباط في ظل الظروف الحالية: “رغم تردي الأوضاع المادية وحالات التشرد وفقدان العمل والدخل وحتى الممتلكات الشخصية في بعض الأحيان، إلا أن هذه الظروف كانت عاملا يدفع الأهل للزهد في الماديات وتقليل الطلبات وعدم التمسك بالمظاهر وبالتالي تيسير أمور الزواج”.

“ولكن على الناشط أن لا يضيع في تفاصيل حياته الجديدة وينسى عمله الثوري الذي ربما هو من جمعه بشريك حياته”. يقول المحمد مبتسما.

ويرى أخصائي علم النفس البريطاني الدكتور ماورو أن: “الحب تجربة تستحق أن تخوضها، ولكن عليك أن تكون مستعدا لتقبل عواقبها، خاصة في ظروف لا تسمح لك بضمان الطرف الآخر.”

ويختم الدكتور ماورو ناصحا: “حاولوا أن تعيشوا حياتكم بكل تفاصيلها، ولا تستسلموا لهواجس الخوف من الحرب والحب