بيروت، لبنان، 20 مارس 2014، وكالات –
أعاد الجيش اللبناني صباح أمس فتح الطريق المؤدي الى بلدة عرسال السنية الحدودية مع منطقة القلمون السورية والذي قطعته مجموعات من السكان الشيعة، ما اثار توترا امنيا في انحاء عدة من البلاد وقطع طرق في مناطق سنية ومقتل شاب في اشكال مع الجيش اللبناني لم تتضح ظروفه.
من جهة اخرى، سجل سقوط صواريخ على مناطق ذات غالبية شيعية في شرق لبنان، مصدرها الاراضي السورية، في حادث بات يتكرر بشكل شبه يومي.
وقال عضو المجلس البلدي في عرسال بكر الحجيري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الجيش وصل باكرا صباح اليوم واعاد فتح الطريق. واضاف “الوضع هادىء اليوم، ونحن مسرورون لرؤية الجيش هنا. سنرى ما سيحصل لاحقا”.
وكان الجيش اللبناني اعلن مساء الثلاثاء ان وحداته “ستعزز انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية وخصوصا منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلهما، وستعمل على فتح جميع الطرق بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين، والحفاظ على الأمن والإستقرار”.
وكان اهالي بلدة اللبوة الشيعية المجاورة لعرسال اقفلوا الطريق التي تمر في بلدتهم في اتجاه عرسال منذ الاحد الماضي بسواتر ترابية وعوائق احتجاجا على سقوط صواريخ على بلدتهم وعلى المناطق المحيطة بها، وعلى تفجير سيارات مفخخة مصدرها الاراضي السورية عبر عرسال كما يقولون. وتتعاطف عرسال مع المعارضة السورية. وتستضيف عشرات الاف النازحين السوريين.
في المقابل، يتمتع حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري داخل سوريا بنفوذ واسع في مناطق البقاع المحيطة بعرسال. وغالبا ما يلجأ السكان الشيعة الى قطع طريق اللبوة عرسال بعد كل تطور امني، وهي المنفذ الوحيد لعرسال التي تملك حدودا واسعة مع سوريا، الى باقي المناطق اللبنانية.
الا ان قطع الطريق هذه المرة لثلاثة ايام متتالية تقريبا باستثناء اعادة فتحها لوقت قصير جدا الاحد، اثار غضبا في صفوف الطائفة السنية. وعمد شبان ومتظاهرون الى قطع طرق عدة في مناطق البقاع (شرق) والشمال والجنوب وبيروت، بالاطارات المشتعلة والعوائق.
وبينما كان الجيش يعمل على اعادة فتح طريق في منطقة قصقص في غرب العاصمة مساء الثلاثاء، حصل اشكال لم تتضح ظروفه، بحسب مصدر امني، تسبب بمقتل المواطن حسام الشوا. وطالب نواب من الطائفة السنية خلال جلسة عامة لمجلس النواب اليوم بالتحقيق في مقتل الشوا، وكشف ملابسات الحادث.
وبعد ظهر اليوم، اقفل محتجون مجددا طريق قصقص خلال تشييع الشوا، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني الذي ما لبث ان اعاد فتحها.
وذكرت “الوكالة الوطنية للاعلام” الرسمية أن الجيش اللبناني اعاد فتح كل الطرق “التي كانت أقفلت يوم أمس تضامنا مع أهالي عرسال”.
وياخذ اللبنانيون المؤيدون لحزب الله على سكان عرسال دعمهم لمقاتلي المعارضة السورية.
واعلن الجيش اللبناني الاربعاء في بيان سقوط اربعة صواريخ على مناطق ذات غالبية شيعية. وجاء في البيان “بتاريخه حوالى الساعة 13,30 (11,30 ت غ)، سقط صاروخ داخل بلدة اللبوة وثلاثة صواريخ في محيط بلدتي اللبوة والنبي عثمان، مصدرها الجانب السوري، ما أدى إلى جرح أحد المواطنين وحصول أضرار بالممتلكات”.
وشهدت مناطق نفوذ حزب الله خلال الاشهر الماضية تفجيرات غالبيتها انتحارية. وتفيد تقارير امنية ان السيارات التي تم تفجيرها كان يتم تفخيخها في مدينة يبرود في ريف دمشق الحدودية مع عرسال.
وادى آخر هذه التفجيرات الاحد في بلدة النبي عثمان في البقاع الاحد الى مقتل عنصرين من الحزب كانا يطاردان السيارة المفخخة بعد الاشتباه بها. وتتعرض عرسال بين الحين والآخر لغارات جوية ينفذها الطيران السوري. وتقول السلطات السورية ان عرسال تستخدم ممرا للسلاح والمسلحين من والى سوريا.
وذكرت “الوكالة الوطنية للاعلام” الرسمية الاربعاء ان الجيش اللبناني “أوقف على حاجز وادي الشعب في عرسال 15 سوريا دخلوا الاراضي اللبنانية بأوراق مزورة، بينهم عناصر من جبهة النصرة، وسيتم تسليمهم الى الشرطة العسكرية للتحقيق”.
ومنذ سقوط يبرود، لجأ الاف السوريين بينهم مقاتلون الى عرسال التي باتت تستضيف اكثر من ستين الف لاجىء سوري، بحسب السلطات المحلية فيها.