لبنان، 19 مارس 2014، وكالات –

شهدت بعض مناطق لبنان احتجاجات مناهضة للحصار المفروض على بلدة عرسال شرقي لبنان، فيما قتل أحد المحتجين إثر اشتباك مع الجيش اللبناني.
فقد أقدم عدد من المواطنين في أكثر من منطقة في البقاع وبيروت والجنوب والشمال بالاحتجاج استنكاراً للحصار المفروض على بلدة عرسال البقاعية وقطع الطرقات المؤدية إليها. وفي وقت لاحق أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن طريق عرسال – اللبوة ستفتح الأربعاء.
يشار إلى أن عدداً من أهالي بلدة اللبوة، المتاخمة لعرسال، أقدموا على سد الطريق المؤدية إليها احتجاجاً على سقوط صواريخ على البلدة، وانفجار سيارة مفخخة في منطقة الفاكهة المجاورة.

قطع شبان العديد من الطرق في لبنان مساء أمس “تضامنا” مع بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، والتي قام سكان بلدة اللبوة المجاورة لها بقطع الطريق المؤدية اليها، قائلين انها تشكل معبرا للسيارات المفخخة التي تستهدف مناطق نفوذ حزب الله حليف نظام الاسد.             
وكان سكان بلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية في البقاع شرق، عمدوا مساء الاحد الماضي الى قطع الطريق بين بلدتهم وبلدة عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، اثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة النبي عثمان المجاورة.
             
وافادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن “قطع طرق بالاطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات، تضامنا مع اهالي عرسال”.
             
وشمل القطع طرقا عدة ابرزها طريق المدينة الرياضية التي تصل بيروت بالمطار، وشوارع رئيسية في العاصمة، ومدخل صيدا كبرى مدن الجنوب، وبعض الطرق في البقاع (شرق) وعكار (شمال).
             
كما قطعت طرق في مدينة طرابلس (شمال) التي تشهد توترات بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري، والطريق من منطقة راشيا (جنوب شرق) الى نقطة المصنع الحدودية مع سوريا.
             
وتعد المناطق التي قطعت فيها الطرق ذات غالبية سنية.
             
وعرضت “غرفة التحكم المروري” التابعة لقوى الامن الداخلي، صورا على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، تظهر بعض الطرق المقطوعة. واظهرت الصور شبانا بعضهم على دراجات نارية، يتجمعون حول اطارات مشتعلة وسط الطريق، في ظل تواجد عن بعد للجيش والقوى الامنية.
             
وينقسم لبنان بشدة حول النزاع في سوريا المجاورة، بين موالين لنظام الرئيس بشار الاسد ابرزهم حزب الله الشيعي الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية، ومتعاطفين مع المعارضة ابرزهم “تيار المستقبل” بزعامة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري.
             
واعلن الحريري في بيان عن “اعلى درجات التضامن مع عرسال واهلها”، معتبرا ان التاريخ “سيسجل بحروف من ذهب” لسكانها “دعمهم للشعب السوري المظلوم ومشاركتهم في استقبال وإغاثة النازحين ورفض الإساءة لدورهم الإنساني والقومي”.
             
واضاف ان التاريخ نفسه “سيسجل ان حزب الله هو المسؤول عن استدراج الحريق السوري الى لبنان والمشاركة في حرب قرر فيها ان ينصر نظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري وسلامة لبنان”.
             
وشهدت مناطق نفوذ الحزب تفجيرات عدة غالبيتها انتحارية في الاشهر الاخيرة منذ الكشف عن مشاركته في المعارك الى جانب النظام السوري، آخرها في بلدة النبي عثمان الاحد، ادى الى مقتل عنصرين من الحزب.
             
واثر هذا التفجير، عمد اهالي اللبوة (ذات الغالبية الشيعية) المجاورة لعرسال والنبي عثمان، الى وضع سواتر ترابية على الطريق بين بلدتهم وعرسال. وتعد هذه الطريق المنفذ الرئيسي لعرسال نحو باقي المناطق.
             
ويقول حزب الله ان السيارات التي استهدفت مناطق نفوذه، كانت تفخخ في مدينة يبرود السورية وتدخل الاراضي اللبنانية عبر عرسال.
             
وسيطرت القوات النظامية السورية الاحد مدعومة بالحزب، على يبرود التي تعد ابرز معاقل مقاتلي المعارضة السورية في منطقة القلمون الاستراتيجية قرب الحدود مع لبنان.