ريف حلب، سوريا، 16 مارس، (رامي سويد، أخبار الآن) –

شهد ريف حلب الغربي في الفترة الأخيرة عدة حوادث اعتداء على السكان وكتائب الثوار من قبل مجهولين بالتزامن مع القصف المتكرر بالبراميل المتفجرة ورشاشات الطيران الحربي لمدن وبلدات وقرى المنطقة، حيث أستيقظ أهالي بلدة “باتبو” الواقعة قرب مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي صباح اليوم ليكتشفوا أن مجهولين قاموا بتكسير جميع شواهد القبور في مقبرة البلدة، المقبرة التي تضم رفاة كثير من شهداء الثورة تم الاعتداء عليها ليلا، حيث كُسرت شواهد القبور وتم تحطيم الاحجار المبنية عليها.

بعد وقت قصير وجد السكان جثة مجهولة الهوية لشخص تعرض للتعذيب ثم تم قتله بطلقة متفجرة اخترقت وجهه لتخفي معالمه، وجدت الجثة على الطريق بين بلدة باتبو ومعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، فيما يبدو أن الفاعلين قاموا بإلقاء الجثة ليلا غرب الطريق الدولي ليتم العثور عليها صباحا بسهولة نظرا لكثرة المارين على الطريق المؤدية إلى المعبر الحدودي أثناء النهار.

ظهرا تعرض ثلاث من المدنيين المارة قرب مدينة الأتارب عند مفرق قرية معراتة لأطلاق نار من قبل مجهولين  ليصابوا جميعا، أصابة أحدهم كانت بجروح بليغة في الرأس، ليتم إسعافهم جميعا إلى مشفى مدينة الأتارب بعد أن تبادل عناصر الجيش الحر الواقفين على الحاجز القريب اطلاق النار مع المعتدين قبل أن يلوذوا بالفرار.

تعتبر مدينة الأتارب المعقل الأكبر والأول للجيش الحر الذي حارب تنظيم “داعش” والذي تمكن من طرده منها وإيقاع خسائر فادحة في صفوف التنظيم وعتاده العسكري، مؤخرا بدأت تنشط عمليات اغتيال قياديين في الفصائل التي حاربت تنظيم “داعش” حيث تم اغتيال ياسر الطاهر قائد لواء شهداء الأتارب التابع للجيش الحر في المدينة وذلك عن طريق عبوة ناسفة لاصقة تم إلصاقها أسفل سيارته منذ يومين، كانت العبوة من النوع الذي يعمل على مبدأ الحرارة حيث يتحرر الصاعق الخاص بها بمجرد ازدياد حرارة محرك السيارة التي تم إلصاقها عليه.

كما تم منذ أسبوع استهداف مخفر مدينة الأتارب بسيارة مفخخة أدت إلى أضرار مادية كبيرة في السيارات المتوقفة على جانبي الطريق بالإضافة لأضرار كبيرة في المباني المحيطة، لم يتوقف الأمر عند ذلك حيث أدى الانفجار إلى مقتل عبدالله عكوش قائد جبهة النصرة في المدينة، كان من الواضح أن الهدف من السيارة المفخخة هو اغتيال هذا القائد لأن الانفجار كان مساءً ولم يؤدي لقتل أحد سوى القيادي المذكور.

ربما تمكن ثوار مدينة الأتارب وريفها من طرد مقاتلي تنظيم “داعش” من المنطقة بسرعة نسبيا بعد أن قاتلوه معا وتمكنوا من اجباره على الانسحاب من البلدات والقرى التي فرض سيطرته عليها ومن الفوج 46 والفوج 111 اللذين يشكلان النقاط العسكرية المهمة التي تمكن المسيطر عليها من بسط سيطرته على عموم الريف الغربي لحلب، بالرغم من ذلك التقدم المهم وإضطرار تنظيم داعش إلى الانسحاب من المنطقة تحت ضربات الثوار إلا أن التنظيم لن يترك المنطقة وشأنها كما يبدو، فقد بدأت في الأيام الأخيرة تظهر بوادر عودة القلاقل الأمنية وعمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر فصائل الثوار وقياداتهم .