دمشق، سوريا، 12 مارس، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن) –

يسعى النظام دائماً للالتفاف على أيّ قرار دولي يدينه و يطالبه بتخفيف الضغط عن الشعب السوري الذي شارفت ثورته على إنهاء عامها الثالث.

هذه المرة، وبعد أن نجح مجلس الأمن باتخاذ القرار رقم 2139 القاضي بإيصال المساعدات إلى داخل سوريا وإجبار طرفي النزاع على فك الحصار عن المناطق المحاصرة لا سيّما حمص والغوطة الشرقية وحنوب دمشق والسماح لقوافل الإغاثة بالتحرك بحرية داخل الأراضي السوريّة، لجأ النظام إلى خداع المجتمع الدولي بعد مرور اسبوعين على صدور القرار عبر فتح معبر وحيد للغوطة الشرقية هو معبر حرستا – برزة ولكن بالطريقة التي يريدها النظام وجيشه الذي يغلق المعبر في وجه كل من يحاول الدخول إلى الغوطة و يفتحه أمام من يرغب بالخروج منها شريطة أن يكون صاحب ورقة بيضاء أي أنّه غير مطلوب لأحد الأفرع الأمنية.

المعبر الذي يقوم النظام بفتحه على فترات عشوائيّة، يشهد كلّ يوم تجمّعاً لآلاف الناس الذين قد يطول انتظارهم حتى يخرجوا من الغوطة مجبرين بعد أن باتوا عاجزين عن تأمين رغيف الخبز بسبب الحصار المفروض عليهم منذ قرابة عام.

يقول أبو رامي صاحب الثلاثين عاماً وله زوجة وثلاثة أطفال: “بالأمس أوصلت أسرتي إلى حرستا وانتظرتهم عشر ساعات حتى عبروا إلى دمشق دون أن أعبر معهم، فأنا لم يعد بإمكاني تأمين أبسط مستلزمات الأسرة، ما يتوجب عليك دفعه هنا في يوم يكفيك لعشرين يوماً في دمشق، مريرة هي اللحظات التي تفارق فيها أسرتك لكنّك مضطرٌ لذلك فأن يحيوا بعيداً عنك خيرٌ من أن يموتوا جوعاً بين يديك”.

فتح المعبر بهذه الطريقة يعدُّ التفافاً صريحاً على القرار الذي يطلب من جميع الأطراف رفع الحصار فورا عن المناطق التي يوجد فيها مدنيون والذي يتطلب السماح للمواطنين بالتحرّك بحريّة.