بغداد، 10 مارس 2014 ، وكالات –

 قتل 37 عراقيا بينهم شخصان يعملان في قناة “العراقية” الحكومية واصيب 166 آخرون بجروح أمس في انفجار حافلة صغيرة مفخخة يقودها انتحاري بين مجموعة من السيارات المزدحمة عند نقطة تفتيش في الحلة جنوب بغداد.

و ادى الهجوم إلى تدمير اكثر من ستين سيارة كانت تسير في ثلاثة صفوف متوازية عند نقطة التفتيش الواقعة على طريق رئيسي يربط بغداد بعدد من المحافظات الجنوبية. 

وقال ضابط برتبة ملازم اول في الشرطة لوكالة فرانس برس ان الانتحاري فجر الحافلة لدى وصوله الى نقطة التفتيش عند المدخل الشمالي للحلة (95 كلم جنوب بغداد) من جهة بغداد بين عشرات السيارات التي كانت تنتظر عبور النقطة. وذكر ان “بعض الضحايا احترقوا داخل سياراتهم”.

 وقال ضابط اخر برتبة ملازم اول في الشرطة ان 37 شخصا قتلوا في هذا الهجوم الدامي، بينهم خمسة من عناصر الشرطة وامراتان وخمسة اطفال، بينما اصيب 166 شخصا بجروح بينهم العديد من النساء والاطفال.

 واكدت مصادر طبية في الحلة حصيلة ضحايا هذا الهجوم الذي ادى ايضا الى تدمير اكثر من ستين سيارة من تلك التي كانت تسير في ثلاثة صفوف متوازية عند نقطة التفتيش الواقعة على طريق رئيسي يربط بغداد بعدد من المحافظات الجنوبية.

 واعلنت قناة “العراقية” الحكومية في خبر عاجل ان اثنين من العاملين لديها قتلا في هذا التفجير، هما مثنى عبد الحسين وخالد عبد ثامر.  وذكر مصدر مسؤول في القناة لفرانس برس ان عبد الحسين وثامر “يعملان في منصب مساعد مصور وكانا في مهمة اعلامية”.

 وقال عبد الحسين سجاد الذي كان في موقع التفجير لحظة وقوعه “شاهدت عددا من الجثث المحترقة تماما في موقع الانفجار وفر اخرون من المكان والنار تشتعل في ملابسهم بعد وقوع الهجوم”. 

وروى سلام علي الذي اصيب بجروح في صدره ويده متحدثا من مستشفى الحلة “شاهدت كتلة كبيرة من النار تغطي نقطة التفتيش والسيارات المتوقفة”. وتابع “كثير من الضحايا لم يتمكنوا من الخروج من سياراتهم التي اغلقت ابوابها لشدة الانفجار”. 

بدوره، قال كريم حنون (30 عاما) ان الانتحاري “هرب من الطريق الرئيسي المؤدي الى موقع التفتيش وتوجه الى تجمع قوات الامن قبل ان يفجر نفسه”.

 وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع العام 2013 تصاعدا في اعمال عنف هو الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ موجة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008 التي كانت اوقعت الاف القتلى.

 وقتل اكثر من 130 شخصا خلال الايام الماضية من شهر اذار/مارس، واكثر من 1850 شخصا منذ بداية 2014 في اعمال العنف اليومية في العراق، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.  وفي هجمات اخرى الاحد، قتل سبعة من عناصر الامن بينهم ضابط برتبة عقيد في الشرطة في هجمات متفرقة.

 ففي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اغتال مسلحون مجهولون سالم حسن مرعي وهو عقيد في استخبارات الشرطة قرب منزله في حي الوحدة في شرق المدينة، وفقا لمصادر امنية وطبية.

 كما قتل جنديان في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للجيش في وسط المحلبية الى الغرب من الموصل، وفقا للمصادر ذاتها. وقتل شرطي واصيب ثلاثة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة التاجي الى الشمال من بغداد.

 وفي قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) قال قائمقام القضاء شلال عبدول ان “هجوما مسلحا استهدف حافلة تقل موظفين في شركة نفط الشمال ادى الى مقتل احد عناصر حماية المنشآت النفطية واصابة عشرة اخرين”.

 وفي هجوم اخر، استهدف انفجار عبوة ناسفة موكب النائب ناهدة الدايني في ناحية المقدادية الى الشرق من مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) ما ادى الى اصابة 12 شخصا بينهم اثنان من حماية الموكب بجروح، وفقا لمصادر امنية وطبية.

 كما اصيب اربعة جنود بينهم ضابط برتبة نقيب، بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للجيش غرب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر عسكرية وطبية.

 وقتل شرطيان واصيب اربعة بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في منطقة جرف الصخر شمال الحلة. ووقعت هجمات الاحد غداة شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية بثت مساء السبت هجوما هو الاعنف على السعودية وقطر، حيث اتهمهما باعلان الحرب على العراق، معتبرا ان الرياض تبنت “دعم الارهاب” في المنطقة والعالم.

 وراى المالكي في المقابلة مع قناة “فرانس 24” ان “ازمة العراق الطائفية والارهابية والامنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الاولى”، مجددا التذكير بان “العنف والارهاب الذي عاد في العراق عاد بسبب الازمة في سوريا” المجاورة.

 ويعيش العراق ازمات سياسية اضافة للتدهور الامني بينها التوتر بين حكومة بغداد واقليم كردستان فيما يتعلق بتصرف الاقليم بموارده النفطية دون الرجوع الى بغداد التي منعت صرف ميزانية الاقليم.