درعا، سوريا، 9 مارس، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن)

منذ انطلاق معارك التحرير بمحافظة درعا، اتجه الثوار لتحرير الشريط الحدودي مع الأردن وعلى مدى عدة أشهر استطاع الجيش الحر بسط سيطرته على أكثر من 60 نقطة بما فيها عدة كتائب وثكنات للنظام ومنها جمرك درعا القديم بدءا من نقطة الصفر (الجولان المحتل وسوريا والأردن) وحتى معبر نصيب وذلك في سبيل تأمين حركة خروج النازحين إلى الأردن وتأمين دخول المواد الإغاثية للبلدات المحررة بشكل آمن.

ماذا جرى بعد تحرير الشريط الحدودي؟
يتواجد في محافظة درعا نقطتان أساسيتان لدخول وخروج اللاجئين من وإلى الأردن وهما النقطة الواقعة بمحاذاة بلدة تل شهاب والنقطة الواقعة بمحاذاة بلدة نصيب حيث تتمركز على الجانب المقابل عدة نقاط عسكرية تابعة للجيش الأردني تقوم باستقبال اللاجئين وإرسالهم إلى مخيم الزعتري. لكن ومنذ عدة أشهر بدأ التضييق على حركة دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأردنية مع اشتداد المعارك داخل المحافظة وتصعيد النظام لقصفه مدن وبلدات درعا.

خيارات الهروب من الموت ..
يجد اللاجئون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما.
الخيار الأول: إما الدخول من المعبر غير الشرعي المتواجد في محافظة السويداء وهو معبر خاص يقع شرق منطقة الرويشد (معبر رويشد) والتي تبعد عن محافظة المفرق قرابة 400  كيلومتر وبذلك يجبر اللاجئين على عبور عشرات الكيلومترات داخل محافظة السويداء حيث الطريق محفوف بالخطر وتنتشر على أطرافه كمائن لقوات النظام واللجان الشعبية وبذلك قد يتعرض اللاجئون للإعتقال أو القصف أو الموت، وفي حال وصولهم يتم استقبالهم من قبل الجيش الأردني ووضعهم في عربات عسكرية تمهيدا لنقلهم لنقاط التسجيل. ويحتاج اللاجئ لقضاء عدة أيام في هذه النقاط حتى تتم عملية التجهيز والترحيل إلى مخيم الزعتري. فيما المعابر غير الشرعية المتواجدة بمنطقة تل شهاب ونصيب هي معابر آمنة تقبع تحت سيطرة الجيش الحر ولا يحتاج اللاجئون سوى العبور مسافة 100 متر للوصول إلى نقاط الهجانة الأردنية.

أما الخيار الثاني فهو أن تدخل عن طرق سماسرة الحدود أي أن تدفع مبلغ من المال يقدر عادة ب 700 دينار أردني أي ما يعادل 1000 دولار، غالبا ما تدفع عند الوصول إلى داخل الأراضي الأردنية وبذلك يتمكن اللاجئ من تجاوز الدخول إلى مخيم الزعتري وانتظار من يقوم بكفالته للخروج إلى المحافظات الأردنية. وهي طريقة قد تعرض من يتخذها إلى الاعتقال في حال تم اكتشاف أمره من قبل الجيش الأردني ولكن نادرا ما يتم اكتشاف هذه العملية إذ إن كاميرات المراقبة تكون متوقفة عن العمل أو في وضعية التسجيل بالاتجاه المعاكس لمكان دخول اللاجئين.

يقول “محمد الشريف” وهو أحد العاملين في استضافة اللاجئين على الحدود السورية الأردنية بمنطقة نصيب: “في بعض الأحيان يتم إدخال قسم بسيط جدا من العائلات العالقة على الحدود وهذا ما يجعل عشرات العائلات تمكث بالقرب من المعابر التي يتم دخولهم من خلالها، فيما تقوم الحكومة الأردنية بإدخال حالات الإصابة بالرأس والصدر والحالات الحرجة للعلاج بشكل مباشر”.