دمشق، سوريا، 9 مارس، (يمنى الدمشقي، أخبار الآن) –

تحتفل معظم دول العالم في الثامن من آذار بيوم المرأة العالمي تمجيداً لإنجازاتها السياسية والاقتصادية والإجتماعية ونضالها في المجتمع، في سوريا التي تدخل ثورتها في نفس الشهر عامها الرابع، لازالت المرأة تعاني من اغتصاب العقل قبل الجسد ومن الاستغلال المعنوي قبل المادي، فكانت بذلك ضحية النظام والمجتمع بنفس الوقت.
ومنذ اشتعال الثورة في مارس 2011 كانت فتيات دمشق مشاركات في التظاهرات، وكان لهن نصيب من الاعتقالات تلك الفترة. وقبل الثورة بكثير أشعلت قصة المدونة طل الملوحي التي اعتقلتها قوات النظام في ديسمبر 2009 الرأي العالمي ضد النظام ولا زالت حتى الآن مجهولة المصير.

كيف تبدت مظاهر استغلال النظام للمرأة؟
خلال جريان نهر الدم في سوريا لم تقف المرأة مكتوفة الأيدي، بل كانت شريكا مهما في الثورة، فتعرضت للاعتقال على أيدي قوات النظام بطريقة مهينة بل وتعرضت للسحل والضرب في شوارع سوريا دون أي رادع أخلاقي. ولا يخفى على أحد معاناة المرأة في سجون المعتقلات، إذ تتعرض قبل أي شيء للاستغلال الجسدي الذي يعد من أسوأ مظاهره قيام قوات النظام والضباط المشرفين على الاعتقال باغتصابها، فحسب إحصائية تنسيقيات الثورة تعرضت 1500 فتاة سورية للاغتصاب في سجون قوات النظام، إضافة إلى قيام قوات النظام بتعريتها في السجون، ناهيك عن الاعتداء اللفظي الذي يمارس بحقها.
وبلغ عدد الشهيدات السوريات على أيدي قوات النظام وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان 12813 شهيدة بينهن 361 طفلة إضافة إلى 31 امرأة استشهدت تحت التعذيب، فيما وثقت الشبكة 33 شهيدة على أيدي داعش التابع لتنظيم داعش.

هل اشترك المجتمع مع النظام باستغلال المرأة ؟
عانت كثير من النساء من نظرة المجتمع لمشاركتهن بالثورة، بل ومنعت كثير من الفتيات من القيام بأي نشاطات سلمية لها علاقة بالثورة من قبل أهاليهن، لكن النصيب الأكبر من هذه النظرة التي تحمل كثيراً من التخلف كان من نصيب المرأة المعتقلة، فسرعان ما يتبادر إلى ذهن كثير أنها قد تتعرض لأذى لفظي أو جسدي، مما يثير تحفظ الكثير تجاهها.
لكن من وجهة نظر الناشط (حمزة الحمصي) أن المرأة المناضلة والتي تعرضت للاعتقال ثم الاغتصاب قد حملت على عاتقها قضية كبرى فيجب النظر إليها على أنها محرك كبير للثورة ومدعاة لفخر في مجتمع تعود على الصمت طيلة أربعين عاماً.
وترى الناشطة (راما الشامي) أن المرأة التي أشعلت ثورة في بلد كسوريا لم تنتظر من أحد أن يعطيها حقوقها مادامت مؤمنة بهذا التغيير، وتضيف: “أن المرأة التي كانت تدفع ابنها للخروج في مظاهرات حتماً تؤمن بغيير جذري في هذا المجتمع وبالتالي فهي تستحق كل الإكبار والإجلال”.

نشاطات صغيرة ونتائج مذهلة ..
تنوعت نشاطات المرأة في الثورة، فبدأت ثورتها بكتابة المنشورات وتوزيعها في شوارع دمشق خاصة وسوريا عامة ثم انتقلت لمعالجة الجرحى والمناوبة في المشافي الميدانية وكثير من الطبيبات تركن أعمالهن وتفرغن لمعالجة الجرحى.
تبع ذلك حياكة أعلام الثورة وصناعة بعض الإكسسوارات كالسمابح إضافة إلى تخطيط اليافطات وكتابة اللوحات الثورية، ومنهن من اقتصر عملها على بث الأخبار وإيصالها للإعلام وبث روح التفاؤل من خلال مقالات توعوية وخرجت ناطقات إعلاميات كثر من قلب المناطق الثائرة تحدثن للإعلام فكن بذلك الوجه المشرق والجريء للثورة. ومنهن من أشرفن على تعليم الأطفال النازحين وزيارة أسر الشهداء والمعتقلين ومتابعة أمورهم.

في آذار الثورة كانت المرأة السورية هي الثورة عندما صرخت ملء الغضب حرية في وجه كل من وقف بحريتها. إن استغلال المرأة لم يتوقف يوماً على نظام سياسي قمعي، فهي تتعرض بشكل متعدد للاستغلال، فكانت الثورة محركاً لها للانعتاق قليلاً من هذه القيود.