دبي، 27 فبراير 2014، نهاد الجريري، أخبار الآن –

في الشهر الأول من هذا العام، اعتقلت السلطات البريطانية 16 شخصاً للاشتباه بالتورط في نشاطات إرهابية في سوريا، وهو أكثر من نصف العدد الإجمالي لاعتقالات مماثلة سجله العام الماضي كاملاً وكان 24 حالة.
السلطات البريطانية باتت أكثر قلقاً وتخوفاً من أن ينتقل العنف الذي تشهده سوريا إلى أراضيها؛ مع تزايد عدد المتطوعين “للجهاد” هناك سواء بالتمويل، أو القتال، أو الزواج.
الخشية لا تكمن في ذهاب هؤلاء، ولكن في عودتهم أكثر تطرفاً، وفي تأثيرهم على أقرانهم.

معظم بيغ
معظم بيغ
من هنا جاء اعتقال معظم بيغ Moazzam Begg في مدينة بيرمنغهام البريطانية يوم الثلاثاء 25 فبراير 2014. هو من أصل باكستاني. انتقل وزوجته وأطفاله الثلاثة للعيش في أفغانستان في 2001 لما قال إنه انخراط في العمل الخيري هناك. فرّ إلى باكستان بعد الحرب التي اندلعت أعقاب هجمات سبتمبر. رُحّل إلى أفغانستان ومنها إلى غوانتانامو. أطلق سراحه عام 2005 من دون توجيه تهم له. يعيش في بيرمنغهام ويدير مؤسسة اسمها (كيج أو القفص) تُعنى بحقوق السجناء المسلمين، خاصة المعتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب.
ما حدث هو أنه في وقت سابق من هذا الشهر كتب في مدونته أنه سافر إلى سوريا مرتين في العام 2012 والتقى سجناء حاليين وآخرين أطلق سراحهم كجزء من عمله. السلطات البريطانية تخشى أن يكون قد حضر معسكرات تدريب للإرهابيين هناك وسهّل أو موّل إرهابيين. لكنها تُصرّ على أن اعتقاله لا يعني تجريماً له.
ومعه، اعتُقل ثلاثة آخرون في نفس المنطقة؛ هم امرأة في الأربعينيات، وابنها في العشرينات، ورجل آخر في الثلاثينات من عمره.
القاضي مدد الاعتقال حتى شهر آذار.

 

أدي بيلاجيو و بوالي

هذا الاعتقال جاء قبل يوم من إصدار الحكم على رجلين قتلا جندياً بريطانياً في وضح النهار في جنوب لندن في مايو أيار 2013. هما: مايكل أدي بيلاجيو و مايكل أدي بوالي. الاثنان ولدا في بريطانيا لعائلتين نيجيريتين مسيحيتين. بيلاجيو اعتنق الإسلام في 2002؛ وبوالي اعتنق الإسلام في 2008.
بيلاجيو قال في المحكمة إن “القاعدة إخوانه في الإسلام،” وإنه كان ينتقم لمقتل مسلمين في العراق وأفغانستان. وقال إنه أدرك أن (لي ريغبي) كان جندياً من حقيبة الظهر التي كان يحملها!
المدعية العامة سو هيمينغ قالت في ادعائها إن الاثنين: “ظهرا في واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية التي رأيتها في حياتي … لم يكن الهجوم وحشياً ومتعمداً وحسب، وإنما تقصّد تعزيز وجهات النظر المتطرفة.”

أول انتحاري بريطاني
بيريطاني
بحسب المركز الدولي لدراسة التطرف في بريطانيا، يصل عدد المقاتلين البريطانيين في سوريا إلى 366 شخصاً. بدأت بريطانيا تستشعر الخطر من هذا الرقم ومن الأثر السوري عندما أعلن عن أول انتحاري بريطاني في سوريا. أبو سليمان البريطاني فجّر نفسه في أحد أبواب سجن حلب المركزي يوم 6 فبراير 2014. 

اسمه الحقيقي عبدالوحيد مجيد، وكان يعيش مع عائلته في حي (مارترز أو الشهداء) في بلدة جنوب بريطانيا. غادر إلى سوريا في أغسطس الماضي ضمن قافلة مساعدات. حتى وقت انتحاره كان يتحدث مع عائلته على السكايب. له زوجة وابنان وبنت. وجيرانه وصفوا حياته بأنها “سعيدة.”

البريطانيات و الزواج من جهاديين

يقول المركز إن أعداداً متزايدة من البريطانيات يذهبن إلى سوريا للزواج من جهاديين؛ وإن كثيراً منهن يتزوجن على الإنترنت سوريا“لأن التعاليم الإسلامية تحرم على المرأة العزباء أن تسافر وحدها.”
السطات البريطانية تعلم يقيناً بأمر اثنتين تزوجتا لدى وصولهما إلى سوريا. ولا تزال تتبع كيف تقرر البريطانيات السفر إلى سوريا والزواج من جهاديين هناك يتحدثون الإنجليزية تحديداً.

في 22 يناير 2014، اعتقلت السلطات الأمنية في مطار هيثرو نوال مسعد، وهي طالبة جامعية من شمال لندن، عندما كانت على وشك ركوب طائرة متوجهة إلى إسطنبول، ومعها 20 ألف يوريو خبأتها في ملابسها الداخلية. بعد ساعات اعتقلوا آمال الوهابي، التي يُعتقد أنها متآمرة مع نوال لتأمين تمويل للجهاديين في سوريا. نوال وآمال كانتا أول بريطانيتين تُعتقلان بتهم تتعلق بالإرهاب في سوريا.
وهكذا لم تعد الأزمة السورية شأناً داخلياً أو إقليمياً. حرب سوريا وصلت رحاها إلى أوروبا.