اليمن، 25 فبراير 2014، صحف – 

نشر تنظيم القاعدة يوم أمس فيلماً وثائقياً بعنوان “ردع العدوان 3” يضم تفاصيل أربع عمليات انتحارية نفذها التنظيم ضد أهداف تابعة للجيش والأمن في اليمن، أولاها الهجوم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا بحضرموت، والثانية الهجوم على اللواء 111 بمنطقة أحور بأبين، والثالثة الهجوم على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء، والرابعة الهجوم على مقر إدارة أمن محافظة عدن،  وفي العمليات الأربع كانت حجة القاعدة أن تلك المناطق تحوي غرفاً مشتركة تشرف على عمليات الهجوم بطائرات بدون طيار الأمريكية.

 وفي الفيلم الذي استمر لمدة 30 دقيقة أكد التنظيم أن الهجوم على مجمع وزارة الدفاع كان يستهدف بالدرجة الأساسية غرفة العمليات المشتركة الموجودة في مبنى القيادة والتي يتردد عليها الرئيس عبد ربه بشكل مستمر لمتابعة ضربات الطائرات بدون طيار إلى جانب مبنى رئاسة الأركان.

 الملفت في الفيلم أنه حوى العديد من التناقضات، منها على سبيل المثال أنه أورد تفاصيل الهجوم الانتحاري الذي استهدف اللواء 111 بمنطقة أحور بأبين قبل عدة أشهر، وذكر بأن الإنتحاري الذي فجر نفسه هو أبو حازم المهاجر وأن التفجير تم بواسطة سيارة مفخخة نوع شاص، في حين أنه في مقطع فيديو سابق نشرته ذات المؤسسة التابعة للتنظيم وهي صدى الملاحم، أوضح بأن الهجوم تم بسيارة مفخخة نوع صالون وهذا ما تبين في المقطع المذكور، وأن الإنتحاري الذي فجر نفسه في الهجوم هو ميزر ناصر التويتي المكنى بأبو عائشة الصنعاني.

 الفيلم الوثائقي بدأ بعرض جزء من كلمة الرئيس هادي التي يمتدح فيها ضربات الطائرات بدون طيار كونها لا تخطئ هدفها، وأنها تصيب الهدف المحدد بدقة متناهية.

 تلى ذلك عرض مشاهد لضحايا مدنيين سقطوا في الغارة الأمريكية على موكب العرس في إحدى مناطق أبين، والتي راح ضحيتها قرابة 12 مدنياً، ويتضح من ذلك أن الهدف من وراء هذا العرض هو التحريض على الرئيس هادي، حيث وصفه الفيلم بعميل أمريكا.

 واستعرض الفيلم  شهادات لمواطنين مقربين من ضحايا الضربة الأمريكية على العرس في أبين، وكذا مصابين في الغارة، مشيراً إلى أن اليمن أصبحت  ساحةً مستباحة ، تقتل فيه الطائرات الأميركية متى شاءت ومن شاءت وكيف شاءت، بفضل العميل عبد ربه منصور وضباط الجيش المنتفعين الذين يتبادلون الأدوار مع الأمريكي.

 وأورد الفيلم جزء من كلمة النائب نبيل باشا في إحدى جلسات البرلمان التي يؤكد فيها بأن الأمريكيين أنفسهم يقولون بالحرف الواحد لم نقوم بالعملية إلا بالتنسيق مباشر مع غرف عمليات يمنية وضباط وقادة أمنيين نحن نعرفهم ولولا الحرص على عدم ذكر أسماءهم لكي لا يتعرضوا للأذى لذكرتهم بالإسم.

 وحول الهجوم على مجمع الدفاع بداية ديسمبر الماضي أوح الفيلم أنه تم تغيير الخطة أثناء التنفيذ ، حيث كان من المقرر تنفيذ الهجوم من بوابتين، إلا أنه تم تغيير الخطة ليتم الهجوم من البوابة الغربية، مشيراً إلى أنه تم توجيه المهاجمين على عدم مهاجمة المسجد والمستشفى، في حين أن معظم الخسائر وأبشعها استهدف المستشفى.

 وأوضح الفيلم أن منفذي غزوة الدفاع كما أسموها هي سرية اسمها سرية  أبو سفيان الأزدي “أبو سعيد الشهري”، والمنفذين هم أبو أحمد الحربي أمير الغزوة، وأبو أسيد الصنعاني، وأبو وائل الأكلبي، وبتار القحطاني، وأبو الربيع الحضرمي، وذباح القرشي، وأبو البراء الشروري، وأبو العز المطيري، وسيف العتيبي، لكنه لم يشير إلى جنسياتهم لكن الواضح أن معظمهم سعوديين.

 الملاحظ في الفيلم أنه أُعد باحترافية كبيرة، وأن الهدف منه التحريض على الرئيس هادي، وإعطاء تبرير للعمليات الإرهابية التي ينفذها التنظيم ضد أهداف تابعة للجيش والأمن، حيث يربط كل هجماته بالعدو الأمريكي.