دبي، الإمارات، 23 نوفمبر 2014، غيداء فاروق، أخبار الآن –
 
تجدُ القاعدةُ في اليمن أرضًا خصبة لنشاطها ، إذ سهَّل فقدانُ النظام سيطرتَه على الوضع الداخلي توسعَ تنظيمِ القاعدة في أنحاء اليمن ومكَّنه من النجاح في عملياتِه الإرهابية ، فضلا عن إسهام تضاريس المكانِ في تسهيل حركةِ مسلحي التنظيم ، فوسَطُ اليمن مِنطقةٌ صحراويةٌ ، وجنوبُها مِنطقةٌ جبليةٌ وهو ما يساعد على إفلات الإرهابيين من ملاحقة القواتِ الحكومية . و يطلُ جنوبُ اليمن على البحر لذا لم يجدْ مسلحو  القاعدة الفارون من أفْغانستانَ وباكستانَ صعوبةً شديدةً في عبور المنافذ البحريةِ لدخول الأرضِ اليمنية بسبب الإمكاناتِ المحدودةِ لسلاح البحريةِ وخفرِ السواحل اليمني ،كما يوفرُ انتشارُ الأسلحةِ بين المواطنين اليمنيين ظروفًا ملائمةً لتسليح القاعدة .
من ناحية أخرى فإن للتطوراتِ في جنوب اليمن تأثيرًا كبيرًا في تحديد مستقبلِ اليمن، ومستقبلِ القاعدة التي باتت تتحكمُ بهلال يمتدُّ من الحدود مع سلطنة عمان مرورًا بمحافظة شبوه الصحراويةِ نزولا إلى أبين والبيضاء وصولا إلى محافظة لحج ، ومنها إلى عدن عاصمةِ مدنِ الجنوب ، وتتحركُ بسهولة في تلك المناطقِ .
تسيطرُ القاعدةُ على الأرض وتسعى إلى إثباتِ أنها صاحبةُ دولةٍ ، وليست مجردَ مجموعةٍ من الإرهابيين ، واستنادا إلى ذلك كله بات يُنظرُ إلى جنوب اليمن على أنه المركزُ العالميُ الجديدُ لنشاط القاعدة ، التي تستفيدُ أيضًا من عواملَ خاصةٍ توفرُها الحالةُ اليمنيةُ خصوصًا في الجنوب حيث يغيبُ نفوذُ الدولةِ كثيرًا ، وينشَطُ الحَراكُ الجنوبيُّ المناهضُ للسلطة والمطالبُ بالانفصال ، فضلا عن الخلافاتِ بين القبائلِ وعدائِها للحكومة والإدارة الامريكية …
و مع ازدياد البِطالة والفَقْرِ ، وارتفاعِ الأصواتِ المطالبةِ بالانفصال في الجنوب يزدادُ تنظيمُ القاعدة قوةً مستغلا الفراغَ السياسيَ ليكونَ أكثرَ تناسلاً في مجتمع قَبَليٍ تسيطرُ فيه القبيلةُ على كلِّ مفاصلِ الدولة .
و يبقى السؤال: هل أصبحَ اليمنُ فردوسَ القاعدة؟