الباب، ريف حلب، سوريا، 1 فبراير 2014، (ثائر الشمالي، أخبار الآن) –
تُعدّ مدينةُ الباب أحد المراكز الهامة في ريف حلب المحرر بسبب كثرة الأسواق فيها وتنوعها، إذ تعد وجهة للمناطق المحيطة بها بقصد التبضع وشراء مختلف السلع التجارية.

المدينة في ظل الثورة ..

كانت مدينة الباب من أولى المدن التي التحقت بركب الثورة، ومن المدن التي تم تحريرها في ريف حلب وذلك لأهميتها، مما جعلها عرضة للقصف المتواصل من قبل النظام، فقد قُصفت عشرات المرات بأشكال مختلفة، لكن عزيمة أهلها جعلتهم يدافعون عنها بعد كل مجزرة تُكبدهم عشرات الشهداء والجرحى.

مع ظهور تنظيم داعش على الساحة القتالية، تمت محاولة اقتحام المدينة والسيطرة عليها وذلك بعد عام ونصف من تحريرها وصمود أهلها. وبعد عدة معارك وكثير من الجرائم المروعة التي ارتكبتها داعش بحق المعتقلين وعناصر الجيش الحر، خرجتْ جميع فصائل الجيش الحر من المدينة بعد اشتباكات عنيفة دامتْ لأيام وقصف كل من النظام وداعش على المدينة، أعقبها حالات نزوح هائلة شملتْ الناشطين الإعلاميين والعديد من العائلات من الانتقام منهم

شكل الحياة اليومية بوجود داعش
بعد السيطرة عليها، نشرتْ داعش الحواجز في أنحاء المدينة وسيطرت على المؤسسات المهمة كالمجلس المدني والهيئة الشرعية، وعاقبت من تبقى من أهالي المدينة عبر إغلاقهم الخزان الرئيسي للمياه وقطعها لأكثر من عشرة أيام ورفع سعر الخبز من 30 إلى 90 ليرة سورية.

إضافة لقيامها باعتقال الشبان ومداهمة المنازل وتصفيات ميدانية بحق الأهالي.

ساد الرعب في قلوب من تبقى من الأهالي هناك، لا باعة في الشوارع ولا حركة للأسواق، هدوءٌ مطبق حلّ بالمدينة بعد هدوء الاشتباكات ونزوح الأهالي وسيطرة داعش.

يقول ” أبو الهدى” وهو ناشط ميداني: “داعش فعلت في المدينة ما لم يفعله النظام، النظام قصفها ودمرها بغية تهجيرنا لكن لم يستطع وبكل إجرام قامت بهذا الفعل داعش بعد دخولها المدينة”.

بضعُ محالٍ تجارية فقط تُفتح في المدينة ليشتري الناس حاجاتهم، وتُغلق هذه الأسواق قبل غروب الشمس بسبب حظر التجوال المفروض عليها. وهو ما أجبر الأهالي على الخضوع لسياسة داعش خوفاً على أنفسهم من القتل أو الاعتقال، وهو ما يشبه سياسة النظام السوري الذي يتبعها في المناطق التي يقتحمها، ليتفق معظم سكان المدينة أن النظام و داعش هما وجهان لعملة واحدة.