جنيف، 30 يناير 2014، وكالات –

توقع الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي أمس ان تنتهي الجولة الاولى من مفاوضات جنيف-2 حول الازمة السورية الجمعة من دون ان تحرز “تقدما ملموسا”، ولو ان الطرفين تحدثا عن احراز “تقدم” و”ايجابية” على طريق البحث في اتفاق جنيف-1.             
واعلن وفدا النظام والمعارضة السوريان ان اجواء جلسات أمس كانت “ايجابية” وانها تناولت وثيقة جنيف-1 التي تم التوصل اليها في 30 حزيران/يونيو 2012، الا ان “الهوة تبقى كبيرة” بينهما لجهة تحديد اولويات البحث، اذ  تتمسك المعارضة ببحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.
 بينما يركز النظام على موضوع وقف الارهاب.              

في جنيف، قال الابراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي “لا اتوقع ان يتم انجاز شيء ملموس” في نهاية الجولة الجمعة، مضيفا “لم يخب املي. لم اكن اتوقع الكثير. (…) انما هناك كسر للجليد، ببطء، لكنه ينكسر”.
             
واشار الى ان الطرفين “يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار (…) لكن الهوة بينهما كبيرة جدا”.
             
وقال “الجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الارجح بعد اسبوع”.
             
واعلن الابراهيمي ان البحث تطرق اليوم الى “هيئة الحكم الانتقالي، لكن النقاش ظل في مرحلته التمهيدية وبشكل عمومي عما يريده كل شخص” من هذه الهيئة. كما تناول “ما يجري على الصعيد الانساني، لا سيما في حمص”.  وعقد الوفدان الاربعاء جلسة مشتركة قبل الظهر في قصر الامم، ثم لقاء كل على حدة مع الابراهيمي بعد الظهر.
             
وقال عضو الوفد المعارض لؤي صافي “حصل تقدم ايجابي اليوم لاننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي”، مشيرا الى انه “تم خلال الجلسة وضع نقاط عدة للبحث في الايام القادمة تتعلق بحجم الهيئة وعدد اعضائها، ومهامها ومسؤولياتها واليات عملها وعلاقتها بالمؤسسات الاخرى”.
             
وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان “المحادثات كانت ايجابية اليوم، لاننا تحدثنا عن الارهاب”.
             
واضافت “الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو اننا نريد ان نناقش جنيف-1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الاولى، اما هم (…) فيريدون ان يقفزوا الى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية. انهم مهتمون بان يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة”.
             
وتابعت ان “الاولوية في جنيف-1 هي وقف العنف والارهاب لايجاد المناخ الملائم لاطلاق عملية سياسية”.
             
وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
             
وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، لاعتباره ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. كما يشكك في تمثيلية المعارضة.
             
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على وقف العمليات العسكرية وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
             
وفي الكواليس وفي اروقة الفنادق التي ينزل فيها اعضاء الوفدين في جنيف، ينشط الدبلوماسيون الروس والاميركيون ومن دول اخرى، لا سيما “مجموعة اصدقاء سوريا”، بحسب ما تقول مصادر متابعة للمفاوضات.
             
وقال الابراهيمي اليوم “انا على اتصال مع الاميركيين والروس، وهما يستعملان نفوذهما مع الطرفين”، مضيفا “لاميركيون يملكون علاقات جيدة مع المعارضة، والروس مع الحكومة، ولديهم علاقات جيدة مع بعضهم. لذلك يستعملون قدرتهم على الاقناع التي هي اكبر من قدرتي”.
             
وكانت كل الاطراف المعنية اعلنت قبل انطلاق جنيف-2 ان هذه المفاوضات صعبة ومعقدة وتحتاج الى اشهر.
             
الا ان لؤي صافي قال مساء اليوم “نحن ملتزمون بهذه العملية، وبايجاد حلول سياسية تنهي المعاناة في سوريا. لكن لا بد من نهاية. لن نبقى هنا اشهرا واشهرا نتحدث من دون احراز اي تقدم”.
             
وطالب بضغوط من المجتمع الدولي على النظام “ليوقف قتل شعبه”، قائلا “بينما نحن نتكلم، الشعب يعاني في سوريا”.
             
وتابع “منذ ان بدأنا بالمفاوضات الى اليوم، استشهد 285 سوريا من المدنيين، بينهم 47 طفلا و37 امرأة”.
             
ميدانيا، قتل 13 شخصا الاربعاء في قصف بالطيران الحربي على احد احياء مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في حين قال ناشطون ان براميل متفجرة القيت على داريا قرب دمشق ومناطق في حمص.
             
وقال ممثلون للجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الغذاء العالمي في جنيف الاربعاء لفرانس برس ان فرقهما على الارض مستعدة للانطلاق الى حمص لايصال مساعدات، لكنها “لم تحصل بعد على ضوء اخضر من السلطات”.
             
وكان المفاوضون في جنيف اتفقوا على مسالة ادخال المساعدات منذ اليوم الاول من الاجتماعات السبت.
             
في المقابل، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال برازي قوله “أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين بالخروج من أحياء المدينة القديمة”.
             
الا ان المعارضة تصر على ادخال المساعدات قبل خروج المدنيين، مبدية خشيتها على مصير هؤلاء من قوات النظام.
             
وتفيد تقارير عن نقص فادح في الاغذية والادوية في الاحياء المحاصرة في حمص منذ 18 شهرا، ما تسبب بوفاة اشخاص عديدية من الجوع. كما يعاني حوالى عشرين الف شخص في مخيم اليرموك في دمشق من الوضع نفسه، بحسب ناشطين ومنظمات انسانية.
             
في لاهاي، قال مصدر مقرب من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان شحنتين فقط من العناصر الكيميائية الاكثر خطورة غادرتا سوريا في السابع وفي السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير عبر مرفأ اللاذقية تمهيدا تدميرها في البحر. واضاف “ان ذلك يمثل “اقل من 5 بالمئة بقليل” مما كان يفترض نقله في 31 كانون الاول/ديسمبر، مشيرة الى انه سيتم الضغط على السلطات السورية لتسريع العملية.