دمشق، سوريا، 26 يناير، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن)

في الوقت الذي نفى النظام مسؤولية أجهزته الأمنية عن الصور التي سرّبها شرطيٌّ انشقّ عن الشرطة العسكرية لأحد عشر ألف ضحية قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام ومعتقلاته، وقالوا إنّها من فعل “الإرهابيين” ووصفوها بأنّها فبركات وأكاذيب، قال عميدٌ فضّل عدم الكشف عن هويّته يعمل في جهاز استخبارات النظام: “إنّ ما ظهر في الصور المسرّبة هو جزء من عمل ممنهج يتبعه أفراد الأمن في السجون والمعتقلات تبدأ بالشبح والجلد والصعق بالكهرباء ولا تنتهي عند حرمان المعتقلين من الطعام الذي يصل بهم إلى الموت جوعاً”.

وعن الصور التي شكك البعض في إمكانية الحصول عليها، قال العميد: “إنّ رؤساء الأفرع الأمنية يطلبون من عناصرهم إرفاق صور الضحايا مع شهادات الوفاة التي يتم تقديمها لسببٍ رئيس وهو ضمان صدقيّة هذه الشهادات فلا يكون بمقدور أيٍ من الأفراد تهريب أحد السجناء أو إطلاقِ سراحه من دون الرجوع إلى رئيس الفرع”، أي أن التصوير هو إجراء متبع لتوثيق الوفيات.

ولدى سؤالي العميد عن ردّة فعل ضبّاط النظام لدى نشر الصور المسرّبة قال: “إنّ كثيراً منهم يؤيّدون ما تمارسه الأفرع الأمنية في الأقبية والمعتقلات فبعضهم صاحب قرارٍ في ذلك وجميع هؤلاء يعتبرون أنّ ما يحدث هو المصير الطبيعي والجزاء المناسب لكل من يحارب النظام السوري”، ويستشهد العميد في ذلك بإحدى عبارات العميد غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد التي قالها في واحدٍ من الاجتماعات التي تطرّقت لموضوع الصور حيث قال: “كل من يحاول العبث بأمن الوطن والمواطن ستكون عقوبته اكثر من ذلك بكثير”.

وعن قراءة النظام لنتائج نشر الصور وتأثيرها في موقفه في جنيف 2 قال العميد: “على عكس الضبّاط (المتحمّسين) فإنّ الموجودين في مراكز السلطة يعلمون أن الموضوع سيذهب بتأثيراته إلى ما هو أبعد من الضجّة الإعلامية الكبيرة كما حدث قبل خمسة أشهر بعد الضربة الكيماوية، بل إنّها ستكون مأزقاً حقيقياً خصوصاً أنّ الإثباتات الدامغة التي حصل عليها المجتمع الدولي والتي تؤكّد تورّط النظام في هذه الجرائم لن تسمح لروسيا بمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يجعل من النظام ورأسه مطلوباً لمحكمة الجنايات الدولية.

يضيف العميد: “سيحاول النظام جاهداً أن يتنصّل من هذه الجرائم ويوهم المجتمع الدولي أنّ ضباطاً وأفرادًا محدودين هم من قاموا بها من دون أوامر من القيادة السورية حتّى لو اضطر إلى تسليمهم للمحكمة الدولية”، 
وأكبر دليل على تأثير هذه الصور هي المواقف المرتبكة التي وقع فيها وفد النظام إلى جنيف والتصريحات غير المتوازنة التي تتهم “الإرهابين” بارتكابها تارة وأنّها مفبركة تارة أخرى أو أنّها لمعتقلين في سجن أبو غريب في العراق.